بيانات اقتصادية قد تؤثّر بالأسواق. ما هي هذه البيانات؟
بيانات اقتصادية قد تؤثّر بالأسواق المالية من المقرر صدورها هذا اليوم من الولايات المتحدّة الأمريكية، وتعتبر من البيانات الهامّة.
ويترّقب المتداولون في الأسواق هذه البيانات لأن تأثيرها قد يكون مباشراً على قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في اجتماعاته المقبلة.
وبعد ارتفاع الدولار الأمريكي مقابل سلّة من العملات الجلستين الماضيتين، نجده اليوم وقد انخفض قليلاً، مستجيباً لتوقعات البيانات.
وخلال الارتفاع الذي حصل بالدولار اليومين الماضيين، انخفض الجنيه الإسترليني إلى دولارٍ و20 سنتاً أمريكي.
وتم تداول اليورو خلال الجلسة الآسيوية اليوم عند دولارٍ و5 سنتات أمريكية.
كما تم تداول الدولار مقابل الين الياباني في نطاق 132 ين لكل دولار.
كذلك، تأثّرت أسعار الذهب بصعود العملة الخضراء على مدى الجلستين الماضيتين، لينخفض المعدن الثمين ويتم تداوله اليوم تحت 1800 دولار.
لكن هذا اليوم، نلاحظ بأن مؤشر الدولار وقد انخفض قليلاً ليسجّل خسائر بنسبة 0.1% تقريباً بتداوله عند 104 نقاط.
وتعتبر البيانات المرتقبة من الولايات المتحدّة بيانات اقتصادية قد تؤثّر بالأسواق المالية، لأنها قد تغيّر من توقعات الأسواق حيال قرارات الاحتياطي الفيدرالي المقبلة.
توقعات الأسواق الحالية للاحتياطي الفيدرالي
سيكون أوّل قرار مرتقب للاحتياطي الفيدرالي شهر فبراير المقبل، وبحسب مجموعة CME، تتوقّع الأسواق رفع الفائدة 25 نقطة أساس.
كذلك، تتوقّع الأسواق أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي الفائدة شهر مارس بواقع 25 نقطة أساس أخرى.
على ذلك، يعتقد أغلب المتداولون في الأسواق المالية أن الاحتياطي الفيدرالي سيتوقّف عن رفع الفائدة عندما تصل نطاق 4.75% – 5.00%.
لكن، هنالك من يتوقّع أن الاحتياطي الفيدرالي قد يستمر برفع الفائدة حتى تصل معدّل بين 5.00% و5.25%، وهذا ما تظهره إحصائيات مجموعة CME.
لماذا يهتم الفيدرالي الأمريكي ببيانات اليوم الاقتصادية؟
أغلب البنوك المركزية في العالم تعتمد على مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) لتقييم معدّلات التضخّم واتخاذ قرارات السياسات النقديّة.
لكن، الاحتياطي الفيدرالي يعتمد مؤشرّاً يسمّى “مؤشر سعر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي” (Core PCE) لتقييم التضخّم.
وفي آخر قراءة للمؤشر، ظهر بأن القيمة السنوية له تقع عند 5.0%، فيما يرغب الاحتياطي الفيدرالي أن يكون متوسط المؤشر عند 2.0%.
وكان المؤشر قد وصل شهر مارس الماضي 2022 إلى 5.4%، واعتبرت هذه القيمة خطيرة، خصوصاً بعدما تبعها ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين إلى 9.1% شهر يونيو 2022.
وتعتبر بيانات مؤشر Core PCE من البيانات التضخّميّة.
ونعلم أن الاحتياطي الفيدرالي رفع الفائدة بقوّة هذه السنة لخفض معدّلات التضخّم.
بالتالي، تعبر البيانات المنتظرة اليوم بيانات اقتصادية قد تؤثّر بالأسواق، لأنها قد تغيّر توقعات أسعار الفائدة المستقبلية بالفيدرالي.
كيف ستؤثّر بيانات التضخّم الأمريكي على الأسواق؟
بيانات اليوم الاقتصادية ستتمثّل في بيانات مؤشر سعر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي Core PCE، وتشير التوقعات لاحتمال إظهارها انخفاض معدّل التضخّم الأمريكي من 5.0% إلى 4.6%، لتؤكّد نظرة الأسواق أن على الفيدرالي رفع الفائدة لأن التضخّم ما يزال مرتفع فوق 2.0%، لكن أن يقلّص مقدار رفع الفائدة لأن المؤشر سيكون عندها قد انخفض للشهر الثاني على التوالي من 5.2% شهر سبتمبر إلى 4.6% شهر نوفمبر.
فإذا أظهرت البيانات انخفاضاً يفوق التوقعات، أي أن تصدر ما دون 4.6%، هنا ربما سنشهد انخفاض الدولار وارتفاع الذهب والأسهم.
فظهور القيمة ما دون 4.6% ستقلل احتمال وصول الفائدة الفيدرالية فوق 5.0% العام المقبل.
لكن، إذا أظهرت البيانات الاقتصادية قيماً فوق 5.0%، هنا ستعتبرها الأسواق تنبيها على أن الفيدرالي سيكون مجبراً على رفع الفائدة فوق 5.0%.
بالتالي، قيم فوق السابق للمؤشر قد تقدّم دعماً ملموساً للدولار، وينخفض بذلك على الأرجح الذهب ومؤشرات الأسهم.
لكن، صدور البيانات بين القيم السابقة والمتوقعّة قد يعني أن الأسواق قد تشهد حالة من التذبذب ضمن نطاقات في الأسواق.
لا يجب أن ننسى بيانات كندا الاقتصادية
رغم أن الأسواق قد تعتبر بيانات التضخّم الأمريكية اليوم أكثر البيانات الاقتصادية أهمية، إلا أن المتداولون في أزواج العملات المرتبطة في الدولار الكندي سيكونون مع موعد صدور بيانات قد تكون مهمّة.
بيانات الناتج المحلي الإجمالي الكندي قد يكون لها تأثير مباشر على أزواج العملات المرتبطة بالدولار الكندي، في حال كانت نتيجة البيانات الاقتصادية بعيدة عن التوقعات.
وتشير توقعات الأسواق أن تظهر بيانات كندا نمو الاقتصاد بنسبة 0.1% شهر أكتوبر الماضي 2022.