بيانات التضخّم الأمريكي وتأثيرها على قرار الفيدرالي غداً
بيانات التضخّم بحسب مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدّة هي أحد البيانات الاقتصادية التي تراقبها الأسواق المالية عن كثب.
وستصدر البيانات الاقتصادية اليوم، مع توقّعات أن تظهر انخفاض معدّل التضخّم من 7.7% إلى 7.3%.
وقام الاحتياطي الفيدرالي خلال هذه السنة برفع الفائدة على نحو كبير، من مستويات قرب الصفر لتصل إلى نطاق 3.75%- 4.00%، في خطوات سريعة جداً للحد من ارتفاع معدّل التضخّم الذي وصل هذه السنة 2022 إلى 9.1% قبل أن يتراجع.
لكن في نفس الوقت، ما زال التضخّم عند 7.3% مرتفع جداً، مقارنة بمستويات حول 2.0% تفضّلها أغلب البنوك المركزية.
يفضّل بالنسبة للفيدرالي استخدام مؤشر Core PCE لقياس التضخّم، وتبلغ قيمته ضعفين ونصف هدف الفيدرالي، وتبلغ قيمة المؤشر حالياً 5.0%.
لكن في نفس الوقت، يعتبر مؤشر أسعار المستهلكين أحد أهم البيانات الاقتصادية التي قد تعطي مقياساً هاماً لمعدّل التضخّم.
كيف ستؤثّر بيانات مؤشر أسعار المستهلكين على الفيدرالي؟
يبدأ اجتماع أعضاء اللجنة الفيدرالية اليوم، ويستمر حتى يوم غد لحين صدور قرار الفائدة، وقد يراقب الأعضاء اليوم بيانات التضخّم.
قد لا تؤثّر بيانات اليوم على قرار يوم غد، وبحسب CME ربما سيتم رفع الفائدة 50 نقطة، أي بدء خفض وتيرة رفع الفائدة.
لكن، لا شكّ أن بيانات اليوم ستكون مؤثّرة على توقعات الفيدرالي على المدى الأبعد، في اجتماعات شهري فبراير ومارس 2023.
في حال انخفض معدّل التضخّم إلى ما دون 7.3%، هنا قد تبدأ الأسواق توقّع عدم رفع الفائدة شهر مارس. لكن، قيم فوق 7.7% قد تعني أن الفيدرالي سيستمر برفع الفائدة لفترة أبعد من شهر مارس 2023.
بحسب CME، تشير توقعات الأسواق إلى أن الفيدرالي سيرفع الفائدة غداً 50 نقطة، متبوعة بـ 25 نقطة شهري فبراير ومارس.
لكن، صدور بيانات التضخّم بحسب مؤشر أسعار المستهلكين بأكثر من 7.7% أو أقل من 7.3%، قد يغيّر تلك التوقعات.
أما إذا صدرت في نطاق 7.7% و7.3%، هنا قد تتباين آراء الأسواق وربما سنحتاج لمزيد من الوقت لتحديد توجّه الفيدرالي.
كيف ستؤثّر بيانات التضخّم اليوم على الأسواق المالية؟
بيانات التضخّم ربما ستكون ذات تأثير على توقعات الأسواق لخطوات الفيدرالي المقبلة، بالتالي قد يكون لها تأثير مباشر على الأسواق.
على ذلك، صدور البيانات اليوم بنتائج أقل من 7.3%، قد يكون له تأثير سلبي على الدولار وإيجابي على الذهب والأسهم.
لكن، صدور البيانات بأكثر من 7.7%، هنا قد نجد الدولار يرتفع بشكل ملموس، وتنخفض أسعار الذهب ومؤشرات الأسهم.
قد تكون أصعب قيم لتوقّع حركة الأسواق هي صدور النتائج بين 7.3% و7.7%، إذ أن تفسيرها سيتباين من محلل لآخر.
قد بدأ البعض بالنظر إلى أن صدورها بين 7.7% و7.3% إلى أنها إشارة لاستمرار انخفاض معدّل التضخّم. لكن البعض الآخر قد يرى في بيانات التضخّم بهذه الحالة إشارة لأن الانخفاض في معدّل نمو الأسعار أصبح أبطأ. لذلك، قد يبدأ المستثمرون النظر إلى بيانات التضخّم بحسب مؤشر أسعار المستهلكين في القيمة الأساسية، والمتوقّع أن يظهر انخفاضاً من 6.3% إلى 6.1%.
القيمة الأساسية للتضخّم في مؤشر أسعار المستهلكين تستثني العديد من السلع مثل الطاقة والغذاء، وهي أكثر ارتباطاً بمؤشر Core PCE.
لذلك في حال صدرت بيانات التضخّم بحسب مؤشر أسعار المستهلكين بين السابق والمتوقّع، سيتم النظر عندها إلى القيمة الأساسية للمؤشر.
بشكل عام، كلّما اقتربت قيم نتائج بيانات التضخّم من 7.3%، كان ذلك سبب لضعف الدولار، لكن كلّما اقتربت من 7.7% قد تكون سبباً لارتفاع فيه. لكن في نفس الوقت، لا يجب أبداً في كل هذه الحالات حصول تذبذب ملموس.
لا يجب أن ننسى انخفاض أحجام التداول
تعتبر بيانات مؤشر أسعار المستهلكين التي ستصدر اليوم من البيانات ذات التأثير العميق على الأسواق المالية في الوقت الراهن. لكن في نفس الوقت، لأن الأسواق تترقب قرار الفيدرالي يوم غد الأربعاء، فقد نشهد حركة أقل من المتوقّع، لأن أحجام التداول تنخفض في كثير من الأحيان عندما يتم انتظار مستجدات هامّة.
أداء الأسواق المالية اليوم
شهد الدولار الأمريكي بعض التراجع أمام سلّة من العملات، ليتم تداول اليوم في نطاق دولارٍ و5 سنتات أمريكية.
كذلك، ارتفع الجنيه الإسترليني ليلامس أسعاراً عند دولارٍ و23 سنت، مقارنة بدولار و22 سنت في وقت سابق.
بالنسبة للين الياباني، نجد بأن الدولار استطاع الارتفاع أمامه، ليتم تداول الدولار عند مستويات قريبة من 138 ين لكل دولار، مقارنة بـ137 ين للدولار ليوم أمس.
وبفعل تراجع الدولار، استطاعت أسعار الذهب تعويض بعض خسائر أمس وارتفعت فوق 1785 دولار للأونصة، كما تم تداول الفضّة قرب 23 سنت ونصف.
في أسواق الأسهم، ارتفعت العديد من مؤشرات الأسهم الآسيوية، على غرار مثيلتها الأمريكية أمس.
وكان مؤشر داوجونز قد أغلق جلسة نيويورك أمس بمكاسب 1.58%، كما ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.43%.
أسواق الطاقة تنتعش
للجلسة الثانية على التوالي، ارتفعت أسعار النفط ليتم تداول عقود خام غرب تكساس الوسيط في نطاق 74 دولار للبرميل، فيما ارتفعت عقود خام برنت ليتم تداولها في نطاق 79 دولار.
وارتفعت أسعار النفط مع استمرار إغلاق خط أنابيب رئيسي ينقل الموارد إلى الولايات المتحدة، مما يزيد المخاوف حيال شح محتمل في الإمدادات في أكبر دولة مستهلكة للخام في العالم.
كذلك، ظهرت مخاوف بشأن إنتاج النفط الروسي بعد أن قال الرئيس الروسي “بوتين” يوم الجمعة إن روسيا قد تخفض الإنتاج.