بين الخوف وشهية المخاطرة نجد الأسواق في تباين
بين الخوف وشهية المخاطرة نجد تبايناً في أداء الأسواق المالية العالمية، فمن ناحية نرى ارتفاع مؤشرات الأسهم، وأخرى نرى ارتفاع طلب الذهب.
وبالنظر إلى أسواق صرف العملات الأجنبية، سنرى ارتفاع الدولار أمام الين والفرنك السويسري، مع انخفاضه أمام اليورو والجنيه الإسترليني.
وبالنسبة للعملات المرتبطة في النمو الاقتصادي والثقة في الأسواق المالية، نرى ارتفاعاً في الدولار الأسترالي والنيوزلندي أمام نظيريهما الأمريكي.
ولامست أسعار الذهب اليوم الجمعة آخر أيام تداول شهر يناير 2025 أعلى مستوى له على الإطلاق فوق 2800 دولار.
لكن أسعار الفضّة رغم ارتفاعها اليوم، ما تزال متأخّرة في مقدار الارتفاع النسبي عن الذهب.
وبانتقالنا لأسعار النفط، سنلاحظ استقراراً مع ميل للانخفاض على مدى جلسة تداول اليوم، لكن بانخفاض أسبوعي وشهري.
وكل ذلك يظهر تباين الأسواق بين الخوف وشهية المخاطرة اللذان اختلطا في ظل مخاوف السياسات الأمريكية مع نتائج أعمال شركات إيجابية، وكلها في بوتقة بتغيّر التوقعات حيال الفوائد الفيدرالية.
بين الخوف وشهية المخاطرة الأسواق تترقّب بيانات اقتصادية
في ظل اختلاط بين الخوف وشهية المخاطرة في الأسواق المالية اليوم، تترقّب الأسواق عدداً من البيانات الاقتصادية.
وقد يكون الاهتمام الأكبر في البيانات الاقتصادية الأمريكية بعد صدور قراءة التضخّم من ألمانيا.
وبداية في ألمانيا، حيث تترقّب الأسواق صدور قراءة مؤشر أسعار المستهلكين المتوقّع أن يظهر انخفاض التضخّم الشهري.
وتتوقّع الأسواق أن يكون التضخّم في ألمانيا انخفض شهر يناير إلى 0.1% مقارنة بتضخّم شهر ديسمبر عند 0.5%.
وأظهرت بيانات ألمانيا اليوم انكماشاً في مبيعات التجزئة بنسبة -1.6%.
وكان المركزي الأوروبي قد قام بخفض الفائدة أمس بمقدار 25 نقطة أساس إلى 2.90% لتحفيز اقتصادات منطقة اليورو.
بيانات سويسرا
والانخفاض في الفرنك السويسري هذا اليوم رافق امتزاج بين الخوف وشهية المخاطرة في الأسواق المالية.
ويعتبر الفرنك السويسري ملاذاً آمنا، وانخفض طلبه اليوم رغم بيانات إيجابية جداً.
أظهرت بيانات مبيعات التجزئة السويسرية نمواً قوياً نسبته 2.6% شهر ديسمبر الماضي، بارتفاع من 1.4% لشهر نوفمبر 2024.
وتم تداول الدولار الأمريكي عند 0.91 فرنك سويسري، كإشارة لتراجع الفرنك أمام العملة الخضراء.
ترقّب بيانات كندا الاقتصادية
وسط الاختلاط بين الخوف وشهية المخاطرة في الأسواق المالية، وتأثير أسعار النفط على الدولار الكندي، تم تداوله الدولار الأمريكي حول 1.44 دولار كندي.
وتعتبر مستويات الدولار الكندي الحالية قرب الأدنى منذ شهر مارس عام 2020.
ووصل الدولار الكندي الأدنى هذا الشهر عند 1.45 دولار كندي للدولار الأمريكي الواحد.
وأعلن بنك كندا المركزي هذا الأسبوع قراره بخفض الفائدة 25 نقطة أساس إلى 3.00% فيما ثبّت الفيدرالي الفائدة.
واليوم، سنكون مع قراءة النمو الاقتصادي في كندا لشهر نوفمبر 2024.
وتتوقّع الأسواق أن يكون الاقتصاد قد انكمش بنسبة -0.1% بعد نمو نسبته 0.3% شهر أكتوبر 2024.
وبيانات كندا الاقتصادية ربما ستؤثّر بالدولار الكندي، خصوصاً لو جاءت النتائج بعيدة جداً عمّا هو متوقّع.
بيانات أميركا الاقتصادية
في ظل التباين بين الخوف وشهية المخاطرة في الأسواق بعد قرار الفيدرالي، نترقّب اليوم بيانات هامّة.
سيتم اليوم الإعلان عن قراءة التضخّم الأمريكي بحسب مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي.
ويعتبر هذا المؤشّر المفضّل للفيدرالي لقياس معدّلات التضخّم وعليه يعتمد في سنِّ سياساته النقدية.
وقام الفيدرالي الأمريكي بتثبيت الفائدة هذا الأسبوع في نطاق بين 4.25% -4.50% مشيراً إلى أن التضخّم مرتفع.
وبحسب توقعات الأسواق (المصدر)، هنالك احتمال يفوق الـ80% بأن ينتهي الربع الأوّل من 2025 بدون أي خفض بالفائدة.
لكن، سيتابع المتداولون قراءات التضخّم لأنها قد تؤثّر على النسب الاحتمالية للتثبيت.
وتعتقد الأسواق أن مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الجوهري سيظهر ارتفاعاً شهر ديسمبر إلى 0.2% من 0.1%.
وتعتقد الأسواق أن التضخّم السنوي الأمريكي ربما يكون قد ارتفع من 2.8% إلى 2.9%.
وسنتوقّف اليوم مع بيانات تكاليف العمالة وتوقعات بارتفاعه من 0.8% إلى 0.9%.
كذلك سيصدر مؤشر مديري مشتريات ولاية شيكاغو الأمريكية وتوقعات ارتفاعه إلى 40.3 من 36.9 نقاط.
كيف ستؤثّر بيانات اليوم على الأسواق؟
الأسواق في حالة تباين بين الخوف وشهية المخاطرة فيها، مما قد يجعل الأسواق تتأثّر في البيانات إذا جاءت نتائجها بعيدة عن التوقعات.
فإذا أظهرت قراءة البيانات قيماً أعلى من التوقعات بكثير، فقد نرى الدولار يرتفع.
وفي هذه الحالة قد يقلّص الذهب مكاسبه، وربما تدخل مؤشرات الأسهم في حالة من التذبذب.
أما إذا أظهرت البيانات قراءات أقل بكثير من التوقعات، فهنا ربما ستراجع الدولار.
وعندها ربما سنلاحظ بأن أسعار الذهب تواصل تحقيق مستويات قياسية، وقد تتذبذب الأسهم ثم ترتفع.
أما صدور البيانات بشكل متباين أو قرب توقعات الأسواق، فهنا قد تسود حالة من التذبذب تشمل الذهب والدولار والأسهم.
بين الخوف وشهية المخاطرة في ظل التفاؤل الاقتصادي وسياسات دونالد ترامب
تشهد الأسواق حالة من التباين بين الخوف وشهية المخاطرة في ظل قراءات اقتصادية لا بأس بها لكن مع مخاوف تأثير سياسات ترامب على الاقتصاد الأمريكي.
في عام 2018 و2019 فرضت الولايات المتحدّة رسوماً جمركية بنسبة 25% على المستوردات الصينية.
وأثّر ذلك على الاقتصاد الأمريكي بطريقة سلبية وتراجع النمو الاقتصادي.
وفي عام 2019، خسرت أميركا 43 ألف وظيفة وانكمش الإنتاج الصناعي وتوقّف الاستثمار التجاري وتراجع متوسط الدخل الحقيقي.
ويقلق متابعو الاقتصاد من أن هذه الحالة ستسوء أكثر العام الحالي والقادم إذا أقدم دونالد ترامب على فرض رسوم جمركية.
وهذا ما يبقي الأسواق في حالة من القلق.
لكن من الناحية الأخرى، نتائج أعمال الشركات القوية تعطي انطباعاً بأن الاقتصاد ما يزال جيداً.
تأثير دونالد ترامب يختلط في البيانات الاقتصادية ونتائج أعمال الشركات
فيما نرى الأسواق بتباين بين الخوف وشهية المخاطرة بشكل عام، ربما ستتجاوب الأسواق بطريقة غير مألوفة مع البيانات الاقتصادية.
بالتالي قد يكون من الجيد متابعة أي تصريحات تصدر من الرئيس الأمريكي في أي وقت لأنها قد تؤثّر بالأسواق المالية.
كما قد يكون من الجيد متابعة نتائج أعمال الشركات الأمريكية التي ستصدر اليوم لأنها قد تؤثّر بأسواق الأسهم.
وسيتم اليوم الإعلان عن نتائج أعمال عدّة شركات أمريكية بما يشمل إكسون موبيل ومجموعة شيفرون وغيرها.
ربما يهمّك أيضاً:
أسعار النفط ترتفع وتتجه لخسائر أسبوعية مع التركيز على رسوم ترامب وبيانات الإنفاق الاستهلاكي الشخصي
صعود قوي لأسعار المعدن الأصفر لأكثر من 2 بالمئة متأثراً بقرار الفائدة الأمريكية والأوروبية