حرب التجارة تشعل الأسواق المالية وتزيد الحيرة بمستقبل الاقتصاد
حرب التجارة تشعل الأسواق المالية وتدفع أسعار الذهب لمستويات قياسية، وسط ترقّب لبيانات اقتصادية وتزايد الحيرة حيال مستقبل الاقتصاد العالمي.
وأعلن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” عن فرض رسوم جمركية إضافيّة على واردات أميركا من الصين بنسبة 10%.
وخلال ولايته دونالد ترامب الأولى في 2018، أطلق حرباً تجارية استمرت عامين ضد الصين بسبب فائضها التجاري الكبير مع أميركا.
وتم تبادل آنذاك الرسوم الجمركية لتضغط على الاقتصاد العالمي.
وأعلنت الصين عن فرض رسوم جمركية انتقامية على الولايات المتحدّة، يبدأ سريانها على الواردات في الـ10 من الشهر الجاري فبراير.
لكن جاء الرد الصيني هذه المرّة أضعف مما كانت تخشى الأسواق.
وترى الأسواق أن الرد الصيني موجّه إلى سلع محددة من أميركا، تشمل الغاز المسال والفحم بنسبة 15%.
كما شملت الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية الواردة للصين 10% على النفط الأمريكي الخام والمعدّات الزراعية وبعض السيّارات.
حرب التجارة تشعل الأسواق المالية مع ترقّب بيانات اقتصادية
فيما نرى حرب التجارة تشعل الأسواق المالية وتتسبب في تذبذب كبير بأسواق الأسهم وتراجع بالدولار، تترقّب الأسواق بيانات اقتصادية.
وتنتظر الأسواق المالية اليوم صدور مؤشر ADP لوظائف القطاع الخاص في الولايات المتحدّة الأمريكية.
وتعتقد الأسواق بأن المؤشر سيظهر إضافة 148 ألف وظيفة الشهر الماضي يناير 2025، بارتفاع من 122 ألف شهر ديسمبر 2024.
وستصدر اليوم قراءة ميزان التجارة للولايات المتحدّة، وتتوقّع الأسواق أن يكون العجز ارتفع من -78.2 مليار إلى -96.5 مليار دولار.
إلى جانب ذلك، ستكون الأسواق على موعد مع مؤشر مديري مشتريات قطاع الخدمات ISM.
وترى الأسواق المالية بأن المؤشر سيظهر ارتفاعاً طفيفاً في نشاط قطاع الخدمات، بارتفاعه من 54.1 إلى 54.2 نقطة.
كيف ستؤثّر البيانات الاقتصادية بالأسواق؟
في العادة، يكون تأثير هذه البيانات الاقتصادية المرتقبة ملموس بالأسواق المالية. لكن مع اختلاطها حالياً مع مخاوف حرب التجارة، قد نرى استجابة أقل مع البيانات، إلا إذا جاءت نتائجها بعيدة عن التوقعات.
فالنتائج قرب التوقّعات لن تغيّر كثيراً احتمالات إبقاء الفائدة ثابتة طوال الربع الأوّل من هذه السنة.
فالأسواق تسعّر حالياً ألا يجري الفيدرالي أي تعديل لأسعار الفائدة خلال الربع الأوّل (المصدر).
ووسط حقيقة أن حرب التجارة تشعل الأسواق المالية العالمية، ربما ستتذبذب الأسواق مع صدور البيانات.
فإذا جاءت قراءة البيانات الاقتصادية أقل كثيراً من توقعات الأسواق، فهنا قد يواصل الدولار انخفاضه والذهب ارتفاعه.
أما بيانات أعلى كثيراً من توقعات الأسواق، قد تكبح جماح ارتفاع الذهب، وربما ستوقف انخفاض الدولار.
لكن إن جاءت النتائج قرب المتوقّع بالأسواق المالية، فربما سنرى حالة من التذبذب.
إلا أنه بكل الأحوال، لا يجب استبعاد استمرار التذبذب والاستجابة للبيانات الاقتصادية بطريقة غير المشار لها بفعل حقيقة أن حرب التجارة تشعل الأسواق المالية.
ربما يهمّك أيضاً:
هبوط أسعار النفط والنزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين يؤثر على التحركات
صعود أسعار الذهب مع تسجيلها أعلى مستوى على الإطلاق وسط مخاوف من حرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين