فروقات الفائدة وتوقّعاتها تؤثّر في الأسواق المالية
فروقات الفائدة وتوقعاتها تؤثّر في الأسواق المالية العالمية منذ بداية هذا اليوم، فنشهد ارتفاعاً في الدولار الأمريكي فيما تنخفض العديد من العملات.
كما شهدنا تحسّناً في شهية المخاطرة في الأسواق، رافقت ارتفاع في مؤشرات الأسهم الآسيوية وعديد من الأسهم الأوروبية اليوم.
كل ذلك صبّ في صالح الدولار، في وقت أًصبحت الأسواق المالية أكثر راحة بعد التوصّل لاتفاق “من حيث المبدأ” بين الرئيس الأمريكي ورئيس مجلس النواب، حيال رفع سقف الدين.
وتتوقّع الأسواق المالية أن يمرر مجلس الكونجرس الاتفاق، ليصبح قانوناً يتم بموجبه رفع سقف الدين البالغ حالياً 31.4 ترليون دولار.
وترجع اليورو والجنيه الإسترليني أمام الدولار مع تباين فروقات الفائدة وتوقّعاتها، وتداول الين الياباني ضمن 140 ين للدولار.
للمزيد عن حركة اليورو والجنيه والين الياباني وسط فروقات الفائدة وتوقّعاتها عبر الفيديو التالي:
فروقات الفائدة وتوقّعاتها تكسب الدولار قوّة أمام العملات
ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي أمام سلّة من العملات، ليتم تداول المؤشر في نطاق 104 نقاط، بمكاسب يومية تزيد عن 0.3%.
وعلّقت المديرة العامّة لصندوق النقد الدولي “كريستالينا جورجيفا” على قرارات الفيدرالي مشيرة لأن الفائدة لم تصل الحد المطلوب.
وقالت “جورجيفا” أن معدّلات التضخّم المرتفعة الحالية تقاوم التباطؤ الاقتصادي “بعناد”.
كما قالت أن على الفيدرالي الأمريكي متابعة البيانات ومعرفة ما سيستغرقه تحقيق هدف التضخّم.
وأكدّت أن رفع الفائدة الذي حصل في الفيدرالي قد يكون غير كاف لخفض التضخّم.
وتراجع اليورو ليتم تداوله اليوم عند دولارٍ و6 سنتات، مقارنة بأسعار وصلت إلى دولار و10 سنتات سابقاً هذا الشهر.
ورغم أن رئيس بنك إسبانيا المركزي أشار إلى أنه يتوقّع مزيد من رفع الفائدة، لكّنه يعتقد أن دورة التشديد النقدي قريبة من نهايتها.
وبالتالي، شهدنا ضغطاً على اليورو أمام الدولار، خصوصاً مع ترقّب بيانات التضخّم الأوروبي لاحقاً هذا الأسبوع.
ومن المتوقّع أن يظهر مؤشر أسعار المستهلكين في أوروبا انخفاض التضخّم من 7.0% إلى 6.3%.
واليوم، أظهرت بيانات التضخّم الإسبانية انخفاض التضخّم من 4.1% إلى 3.2%، وجاء الانخفاض أكثر مما توقّعت الأسواق.
على ذلك، شهدنا تزايداً في تباين الآراء حول الفوائد وكذلك فروقات الفائدة وتوقّعاتها بين المركزي الأوروبي والفيدرالي.
من ناحيته، شهد الجنيه الإسترليني حالة من التذبذب أمام العملة الخضراء في خضم تداوله في نطاق دولار و23 سنت أمريكي.
ومن المتوقّع أن يرفع بنك إنجلترا المركزي الفائدة رغم انخفاض التضخّم من معدّلات وصلت إلى 11.1% إلى المعدّل الحالي 8.7%.
لكن حتى قيمة 8.7% في بريطانيا، ما زالت مرتفعة تتطلّب مزيداً من الرفع الفائدة، رغم انخفاض النمو الاقتصادي.
بالتالي، بقي الجنيه في حالة من التذبذب.
الين الياباني وسط فروقات الفائدة
بالنسبة للين الياباني، نجده ما زال يتداول في نطاق 140 ين للدولار الأمريكي الواحد.
وأعطت تصريحات رئيس بنك اليابان المركزي وتوقعاته للتضخّم انطباعاً لدى الأسواق أن المركزي سيستمر بسياساته التحفيزية.
وتوقّع رئيس المركزي الياباني أن التضخّم سينخفض أكثر خلال فترة منتصف هذه السنة، ما يعني استمرار تحفيز المركزي للاقتصاد.
وتوقّع مصرف UBS عودة انخفاض الدولار مقابل الين إلى 122 ين للدولار، لكن يبدو أن هذه التوقعات على المدى الطويل وليس القصير.
كيف أثرّت فروقات الفائدة وتوقّعاتها على الذهب والأسهم؟
رغم أن توقعات الفائدة متباينة بين البنوك المركزية، إلا أن كل من المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا والفيدرالي من المتوقّع كلها أن ترفع الفائدة في الاجتماعات المقبلة، 25 نقطة أساس على أقل تقدير لكل منها.
إن لم ترفع البنوك المركزية الفائدة الشهر المقبل، فربما سترفعها الشهر الذي يليه، هذا ما تظهره توقعات الأسواق.
للمزيد عن توقعات الفيدرالي الأمريكي وتوقعات الأسواق للفائدة عبر الرابط (هنـــا).
وبما أن التوقعات تظهر احتمال رفع الفائدة، تأثّرت أسعار الذهب سلباً ولامست الأدنى عند 1932 دولار للأونصة الواحدة.
وكانت أسعار الذهب قد بدأت انخفاضها بعد ملامسة القمّة التاريخية حول 2080 دولار للأونصة الواحدة.
وتأثّر المعدن الثمين أيضاً بنظرة الأسواق إلى فروقات الفائدة وتوقّعاتها إلى جانب الاتفاق الذي توصّلت له أميركا حيال سقف الدين الأمريكي الذي من المنتظر التصويت عليه في الكونجرس الأسبوع المقبل.
بالنسبة لأسواق الأسهم، نجدها وقد ارتفعت في آسيا وسط توقّع تثبيت أكبر بنكين مركزيين الفائدة.
وتتوقّع الأسواق أن يثبّت كل من بنك اليابان المركزي وبنك الشعب الصيني (المركزي الصيني) الفوائد.
أما في أوروبا، نلاحظ تباين في أداء مؤشرات الأسهم، بين ارتفاع داكس الألماني وانخفاض كاك الفرنسي.
وفي بريطانيا، انخفض مؤشر فتسي البريطاني.
ويحصل هذا التباين في أداء الأسهم الآسيوية والأوروبية بفعل فروقات الفائدة وتوقّعاتها بين البنوك المركزية.
بيانات اقتصادية تترقّبها الأسواق اليوم
مع أن الأسواق تتأثّر عموماً في فروقات الفائدة وتوقّعاتها على الأغلب، إلا أن البيانات الاقتصادية الأمريكية قد يكون لها تأثير.
وننتظر اليوم صدور قراءة مؤشر كونفرنس بورد (CB) لثقة المستهلك الأمريكي.
من المتوقّع للمؤشر أن يظهر عودة التشاؤم بين المستهلكين، بانخفاض المؤشر من 101.3 إلى 99.1 نقطة.
قيمة 100 نقطة على مؤشر ثقة المستهلك يعتبر الحد الفاصل بين التفاؤل والتشاؤم.
كما سنكون مع صدور بيانات مؤشر أسعار المنازل الأمريكي المتوقّع أن يظهر ارتفاعاً بالأسعار نسبته 0.2%.
كما سيصدر مؤشر S&P/CS المركّب-20 لأسعار المنازل وتغيّرها سنوياً في أميركا، وتوقّعات إظهاره انخفاض الأسعار بنسبة -1.7%.
هذه البيانات الاقتصادية قد يكون لها تأثير على الأسواق المالية. فكما أشرنا، مع أن الأسواق تتأثّر عموماً في فروقات الفائدة وتوقّعاتها على الأغلب، إلا أن البيانات الاقتصادية الأمريكية قد يكون لها تأثير.