مخاوف تداعيات الرسوم الجمركية تؤثّر بالأسواق مع ترقّب بيانات أمريكية
مخاوف تداعيات الرسوم الجمركية تظهر جليّاً بالأسواق المالية مع ترقّب بيانات التوظيف في القطاعات الخاصة الأمريكية وبيانات قطاع الخدمات الأمريكي.
وتزايدت المخاوف بعدما اعترف الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بتصريحاته أمام مجلس الكونجرس بتأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد.
وقال “ترامب” بأن الرسوم الجمركية ربما تسبب “بعض الاضطرابات” بالاقتصاد الأمريكي، لكّنه أكّد بأنها “ستجعل أميركا غنيّة وعظيمة”.
وهاجم الاتحاد الأوروبي ودولاً مثل البرازيل والهند وكذلك كندا بسبب ممارسات تجارية غير عادلة على حدّ قوله.
وتزايدت التكهّنات بأن تتسبب الحرب التجارية بقيادة الولايات المتحدّة بتراجع ملموس في التجارة ومنها على النمو الاقتصادي.
كما تزايد القلق من ارتفاع عجز الحكومة الاتحادية الذي تعدّل للآن 36 ترليون دولار في ظل مطالبات الخفض الضريبي.
وشهدنا تزايد التوقعات بأن يجري الاحتياطي الفيدرالي خفضاً بالفائدة شهر يونيو المقبل، بل تعلو الآن الأصوات من الذين يتوقّعوا خفضاً في مايو.
وبحسب مجموعة CME (المصدر)، تزايد احتمال خفض الفائدة شهر مايو لأكثر من 44%، والاحتمال لشهر يونيو يزيد عن 80%.
كيف تحرّكت الأسواق متأثّرة في مخاوف تداعيات الرسوم الجمركية؟
مخاوف تداعيات الرسوم الجمركية تسببت بتراجع ملموس بالدولار الأمريكي أمام سلّة من العملات الرئيسية.
وهبط مؤشر الدولار لأدنى مستوياته منذ نوفمبر العام الماضي 2024، ولامس اليوم الأدنى ما دون 105 نقاط.
وعلى مدى هذا الأسبوع، صعدت أسعار الذهب فوق 2900 دولار للأونصة، في مكاسب زادت نسبتها عن 2.1%.
وبالنسبة لمؤشرات الأسهم، فقد شهدت تذبذباً قوياً وحاداً، مع تراجع على مدى تداولات الأسبوع.
وامتد التأثير أيضاً لأسواق السندات وكذلك أسعار السلع والطاقة، وسط عدم اليقين في مستقبل التجارة العالمية.
ترقّب لبيانات اقتصادية أمريكية
في ظل توتّر الأسواق بسبب مخاوف تداعيات الرسوم الجمركية المتبادلة بين الولايات المتحدّة والشركاء التجاريين، تتزايد المخاوف حيال النمو الاقتصادي والتضخّم الأمريكي.
لذلك، ستتابع الأسواق المالية بيانات اليوم لأنها قد ترتبط بتوقعات النمو والتضخّم، ومنه تتأثّر توقعات الفائدة.
وتترقّب الأسواق اليوم صدور مؤشر ADP للوظائف المستحدثة في القطاعات الخاصّة غير الزراعية.
وتتوقّع الأسواق أن يظهر المؤشر تراجعاً من 183 ألف إلى 141 ألف وظيفة جديدة في تلك القطاعات.
كما تنتظر الأسواق صدور القراءة النهائية لمؤشر مديري مشتريات قطاع الخدمات، والتوقعات بتأكيده قراءة 49.7.
وبالنسبة لمؤشر مديري مشتريات قطاع الخدمات الصادر من معهد إدارة التوريدات الأمريكي، فتتوقع الأسواق انخفاضه من 52.8 إلى 52.5 نقاط.
البيانات الرئيسية الثلاث التي تترقّبها الأسواق من الولايات المتحدّة سيتبعها أيضاً مؤشر أوامر المصانع وتقرير “بيج بوك” الفيدرالي.
كيف ستؤثّر البيانات الاقتصادية على الأسواق المالية؟
في الحقيقة، نرى بأن الأسواق تعيش حالة من مخاوف تداعيات الرسوم الجمركية على الاقتصاد الأمريكي.
وما زالت تدرس التأثير المحتمل بعد فترة من تطبيق الرسوم.
لذلك، تأثير البيانات الاقتصادية قد يكون أقل من العادة، إلا إذا جاءت النتائج أعلى أو أقل كثيراً من التوقعات.
فقراءة أعلى كثيراً من التوقعات للبيانات قد تسبب ارتفاع الدولار وضغطاً على الذهب.
لكن قراءة أقل كثيراً من التوقعات في الأسواق قد تسبب استمرار تراجع الدولار، وقد يرتفع الذهب.
أما القراءات المتباينة، أو القريبة من التوقعات، فقد يكون تأثيرها على شكل تذبذب في الأصول المتداولة.
بشكل عام، ستستمر حالة الترقّب في الأسواق المالية لأي مستجدات قد تصدر من البيت الأبيض، وهذا إن حصل قد يكون تأثيره أعمق من البيانات الاقتصادية نفسها.
ربما يهمّك أيضاً:
التحليل اليومي للأسواق المالية العالمية 05-03-2025
تراجع النفط مع ترقب الأسواق لزيادة إنتاج أوبك+ والرسوم الجمركية الأمريكية
سياسات ترامب تثير الاضطراب في سوق الذهب.. والأسعار تنخفض لهذه العوامل