الدولار يتذبذب انتظاراً لبيانات قد تكون مؤثّرة بالأسواق
الدولار يتذبذب أمام سلّة من العملات مع بعض محاولات الارتفاع هذا اليوم الأربعاء، انتظاراً لبيانات قد تكون مؤثّرة بالأسواق.
وتم تداول مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الخضراء أمام سلّة من 6 عملات رئيسية، في نطاق 103 نقاط.
هذا وكان الدولار الأمريكي قد تراجع خلال الفترة الماضية من مستويات فوق 105 نقاط، متأثّراً بتغيّر توقعات أسعار الفائدة.
للمزيد عن حركة الدولار الأمريكي عبر الفيديو التالي:
التغيّرات الكبيرة في توقعات أسعار الفائدة الفيدرالية
نجد أن الدولار يتذبذب أمام سلّة العملات في ظل تغيّرات كبيرة في توقعات أسعار الفائدة الفيدرالية.
وبحسب مجموعة CME، أصبحت الأسواق تتوقّع أن تصل أسعار الفائدة حدّها الأعلى هذه السنة في نطاق 5.00%-5.25%.
وانخفضت توقعات الفائدة القصوى لهذه السنة من مستويات وصلت إلى 5.50%-5.75% قبل أسبوع.
وانخفاض توقعات أسعار الفائدة القصوى هذه السنة دفع الدولار للانخفاض خلال الفترة الماضية.
والتوقعات بالنسبة للأسبوع المقبل، أصبحت تشير بحسب مجموعة CME هي أن يرفع الفيدرالي الفائدة 25 نقطة أساس.
لكن، يتوقّع كل من مصرف غولدمان ساكس وباركليز أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بتثبيت الفائدة الأسبوع المقبل.
حيث يتوقّع المصرفان أن يتوجّه الفيدرالي لإيقاف مؤقّت بسياسة التشديد النقدي بعدما انهار مصرف سيليكون فالي.
من ناحية أخرى، يتوقّع معهد “بلاك روك انفستمنت” أن يقوم الفيدرالي برفع الفائدة رغم انهيار سيليكون فالي.
هذا ويتوقّع مصرف “نومورا” أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس، وأن يتوقّف عن خفض ميزانيّته العمومية.
نلاحظ بأن هنالك تباين صارخ بين جهات التحليل في العالم، ولو نظرنا إلى توقعات الأسواق، سنرى بأنها ما زالت ترجّح رفع الفائدة.
كل هذا التغيّر في توقعات الفوائد الأمريكية هو السبب الرئيسي وراء تراجع الدولار الفترة الماضية، وزيادة أهمية بيانات اليوم.
أهم البيانات الاقتصادية المنتظرة اليوم التي جعلت الدولار يتذبذب
تترقّب الأسواق المالية اليوم صدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين، وهو مؤشّر تضخّمي.
وتتوقّع الأسواق أن ينخفض مؤشر أسعار المنتجين من 6% إلى 5.4%.
كذلك، ننتظر اليوم صدور بيانات مؤشر مبيعات التجزئة، وهو مؤشّر مرتبط بالإنفاق الاستهلاكي والنمو.
تشير التوقعات لاحتمال أن تظهر البيانات انكماش مبيعات التجزئة بنسبة -0.3% شهر فبراير الماضي، بعد نموّها 3% شهر يناير.
وفوق كل ذلك، سنكون مع بيانات مؤشر التصنيع لولاية نيويورك الأمريكية، والتوقعات بأن يظهر المؤشر استمرار الانكماش.
وتتوقّع الأسواق المالية أن ينخفض مؤشر نيويورك التصنيعي من -5.8 نقطة إلى -7.9 نقطة، وهذا يعني تعمّق الانكماش.
بالتالي، نلاحظ بأن الدولار يتذبذب انتظاراً لعديد من البيانات الاقتصادية الهامة.
وقد يكون متابعة تأثير هذه البيانات على الأسواق معقّد بعض الشيء لأنها تشمل عدّة متغيّرات.
لكن بشكل عام، إذا كانت البيانات أفضل من التوقعات، هنا قد نلاحظ ارتفاع الدولار وتراجع الذهب والأسهم.
لكن بيانات نتائجها أقل من المتوقّع، قد تتسبب بعودة التراجع للدولار الأمريكي وصعود الذهب والأسهم.
من ناحية أخرى، يجب الانتباه إلى أن صدور هذه البيانات بتباين، أي بعضها إيجابي والآخر سلبي، قد يكون سبباً لتزايد تذبذب الدولار أمام سلّة العملات، ومنه قد نشهد أيضاً تذبذب في أسعار الذهب وتباين في أسواق الأسهم.
كما من الجيد أن نشير إلى أن الأسواق سعّرت بالفعل نتائج البيانات بحسب توقعاتها.
وهذا ما يزيد تعقيد توقّع تأثير نتائج البيانات على الأسواق المالية، فلو صدرت بيانات قريبة من توقعاتها، قد نشهد تأثير محدود.