تذبذب عنيف بعد بيانات التضخّم الأمريكيّة
تذبذب عنيف في الأسواق المالية بعد صدور بيانات التضخّم الأمريكية، حيث صدرت في أغلبها كما كان متوقّعاً.
وأفادت بيانات صادرة من مكتب إحصاءات العمل الأمريكي بانخفاض معدّل التضخّم إلى 6.0% شهر فبراير، من 6.4% لشهر يناير.
هذا وأكّدت أيضاً البيانات انخفاض معدّل التضخّم بحسب مؤشر أسعار المستهلكين في القيمة الأساسية إلى 5.5% من 5.6%.
وقد انخفض مؤشر أسعار المستهلكين على مدى شهر فبراير إلى 0.4% من 0.5% قراءة شهر يناير.
إلا أن قراءة شهر فبراير في القيمة الأساسية جاءت بارتفاع إلى 0.5% من السابق 0.4%.
وكانت الأسواق قد سعّرت نتائج البيانات قبل صدورها، مما تسبب في تذبذب عنيف في الأسواق المالية.
تفاصيل بيانات التضخّم التي تسببت في تذبذب عنيف في الأسواق
انخفاض معدّل التضخّم بحسب مؤشر أسعار المستهلكين إلى 6.0% لا يعني أن التضخّم انخفض لمستويات مريحة.
ويستهدف الاحتياطي الفيدرالي معدّل تضخّم عند 2.0% في المتوسط بحسب مؤشر Core PCE.
لكن، يعتبر مؤشر أسعار المستهلكين مؤشر يدل على توقعات مؤشر الفيدرالي المفضّل، وما زال مؤشر أسعار المستهلكين مرتفع.
انخفض معدّل التضخّم على الغذاء من 10.1% إلى 9.5%، لكن نلاحظ بأن قيمة تضخّم أسعار الغذاء ما تزال كبيرة جداً.
هذا وانخفض تضخّم أسعار الطاقة بشكل حاد من 8.7% إلى 5.2%، وانخفضت أسعار السيّارات المستعملة بنسبة -13.6%.
وكان لانخفاض أسعار الجازولين دور كبير في خفض معدّل تضخّم أدوات الطاقة.
لكن ارتفع تضخّم أسعار الكهرباء من 11.9% إلى 12.9% وارتفعت أسعار المأوى بشكل أسرع نسبته 8.1% من 7.9%.
نلاحظ بأن التضخّم لم ينخفض على كل محاوره، بل بقي مرتفعاً بالنسبة للكهرباء، وحتى أسعار الغذاء التي انخفض تضخّمها إلا أن هذا التضخّم ما يزال مرتفع.
لذلك، شهدنا حصول تذبذب عنيف في الأسواق المالية.
أداء الأسواق المالية بعد صدور البيانات الاقتصادية
هبط سعر الذهب لحظة صدور البيانات إلى 18598 دولار، لكن السعر عاود الارتفاع فوق حاجز الـ1900.
وكانت أسعار الذهب قد لامست سابقاً خلال جلسة تداول اليوم الأعلى عند 1914 دولار للأونصة.
بالنسبة لليورو أمام الدولار، فقد انخفض بعد صدور البيانات ملامساً الأدنى عند 1.0693، لكن عاود الارتفاع فوق 1.0740.
وكان اليورو قد لامس الأدنى له خلال تداولات اليوم عند 1.0678.
بالنسبة للجنيه الإسترليني، فقد شهد هو الآخر توتّراً كبيراً وتذبذب عنيف بعد صدور البيانات، لكن عاود الارتفاع ليلامس الجنيه الإسترليني مستويات دولارٍ و22 سنت أمريكي.
بالنسبة للدولار أمام الين الياباني، فقد تداول بعد صدور البيانات الاقتصادية في نطاق 134 ين للدولار الأمريكي الواحد.
وشهدنا أيضاً تذبذباً عنيفاً في أسواق الأسهم، بداية مع الانخفاض، ثم عاودت مؤشرات الأسهم الأمريكية الارتفاع.
وتم تداول عقود مؤشر داوجونز بعد صدور البيانات فوق 32 ألف و100 نقطة، وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز فوق 3900 نقطة.
توقعات بتثبيت الفائدة بل والبعض يتوقّع خفضها في الاحتياطي الفيدرالي
يتوقّع كل من مصرف غولدمان ساكس وباركليز أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بتثبيت الفائدة الأسبوع المقبل.
حيث يتوقّع المصرفان أن يتوجّه الفيدرالي لإيقاف مؤقّت بسياسة التشديد النقدي بعدما انهار مصرف سيليكون فالي.
من ناحية أخرى، يتوقّع معهد “بلاك روك انفستمنت” أن يقوم الفيدرالي برفع الفائدة رغم انهيار سيليكون فالي.
هذا ويتوقّع مصرف “نومورا” أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس، وأن يتوقّف عن خفض ميزانيّته العمومية.
نلاحظ بأن هنالك تباين صارخ بين جهات التحليل في العالم، ولو نظرنا إلى توقعات الأسواق، سنرى بأنها ما زالت ترجّح رفع الفائدة.
وبحسب مجموعة CME، تتوقّع الأسواق المالية أن يمضي الفيدرالي قدماً برفع الفائدة، وبمقدار 25 نقطة أساس.
لكن بحسب المجموعة، هنالك من لا يزال يعتقد أن الفيدرالي الأمريكي سيتوقّف عن رفع الفائدة.
التغيّر في توقعات الاحتياطي الفيدرالي بعد انهيار بنك “سيليكون فالي” يزيد التوتّر في الأسواق المالية العالمية.