الذهب يقفز صعوداً والأنظار على قرار الفيدرالي
الذهب يقفز صعوداً ليستقر فوق 2000 دولار للأونصة من جديد، في وقت تترقّب فيه الأسواق المالية صدور قرار الفيدرالي الأمريكي.
وشهدنا الذهب يقفز صعوداً بعد تصريحات من جانيت يلين، رئيسة الخزانة الأمريكية.
وحذّرت جانيت يلين من احتمال تخلّف الولايات المتحدّة عن سداد ديومها بحلول الأوّل من شهر يونيو المقبل.
بالتالي، انخفضت شهية المخاطرة وتراجعت أسواق الأسهم، مما ساهم في جعل الذهب يقفز صعوداً ويستقر اليوم فوق 2000 دولار للأونصة.
من ناحية أخرى، تترقّب الأسواق المالية اليوم قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المتوقّع فيه رفع الفائدة.
وكان الدولار قد تأثّر بالفعل يوم أمس بصدور بيانات معدّل دوران العمل بأسوأ من المتوقّع، فيما شهد اليورو تذبذباً.
للمزيد عن تحرّكات الدولار واليورو وتوقعات قرار الفيدرالي الأمريكي عبر الفيديو التالي:
توقعات قرار الفيدرالي الأمريكي، كيف جعلت الذهب يقفز صعوداً هذا الأسبوع؟
رغم التوقّعات بأن يرفع الفيدرالي الأمريكي الفائدة اليوم 25 نقطة أساس، إلا أن الأسواق ترى أنه سيتوقّف عن إجراء المزيد من الرفع بالفوائد خلال الفترة المقبلة.
بل بحسب مجموعة CME، تتوقع الأسواق أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي خفض الفائدة شهر سبتمبر المقبل 2023.
لمتابعة تطوّر توقّع الأسواق لقرارات الفيدرالي عبر الرابط (هنـــا).
بالنسبة لهذا اليوم، ترجّح الأسواق رفع الفائدة 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00%-5.25% باحتمال يفوق 80%.
لكن، لا يستبعد الأقلّية أن نرى تثبيتاً بالفائدة.
وبسبب وجود بعض التوقعات لتثبيت الفائدة، نجد الذهب يقفز صعوداً ويتداول في نطاق فوق 2000 دولار للأونصة الواحدة.
وتتأثّر أسعار الذهب سلباً في رفع الفائدة في أغلب الأحيان، لذلك، اعتقاد المتداولين أن الفيدرالي سيتوقّف عن رفع الفائدة، جعل المعدن الثمين يرتفع، خصوصاً مع التراجع في الدولار الأمريكي أمام سلّة من العملات.
ولا يجب إهمال دور مخاوف وصول الولايات المتحدّة لمستويات قريبة من الحد الأعلى للمديونية، عامل مهم لدعم ارتفاع الذهب.
أداء الأسواق المالية في وقت نرى فيه الذهب يقفز صعوداً
في وقت نجد فيه الذهب يقفز صعوداً ويستقر فوق 2000 دولار، نلاحظ تراجعاً بالدولار الأمريكي مقابل سلّة من العملات.
وتراجع مؤشر الدولار الأمريكي بحوالي 0.3% على مدى جلسة تداول اليوم.
على ذلك، استقرّ اليورو أمام الدولار الأمريكي في نطاق دولار و10 سنتات أمريكية، وتداول الجنيه في مستويات دولار و25 سنت.
كما أظهرت بيانات اقتصادية يوم أمس ارتفاع التضخّم في منطقة اليورو من 6.9% إلى 7.0%، إلا أن التضخّم الأساسي انخفض إلى 5.6% من السابق 5.7%.
وتترقّب الأسواق يوم غد الخميس قرار البنك المركزي الأوروبي حيال أسعار الفائدة.
أما الين الياباني، فقد استطاع اكتساب عزم صاعد أمام العملة الخضراء، لينخفض الدولار من مستويات فوق 137 ين للدولار.
واليوم، نجد الدولار الأمريكي يتداول في نطاق 135 ين للدولار الأمريكي الواحد.
وكان الين الياباني قد انخفض سابقاً بعد التزام بنك اليابان المركزي بسياساته التحفيزية، في وقت يتوجّه الفيدرالي لرفع الفائدة.
وفي وقت نشهد فيه الذهب يقفز صعوداً في الأسواق المالية، ارتفعت أيضاً أسعار الفضّة يوم أمس، وتداولت أسعار الفضّة في نطاق 25 دولار للأونصة الواحدة.
أما في أسواق الطاقة، واصلت أسعار النفط هبوطها للجلسة الثالثة على التوالي،ـ ليتم تداول عقود برنت عند 74 دولار.
كما تداولت عقود خام غرب تكساس الوسيط في نطاق 71 دولار، ولامست لأدنى حول 70 دولار للبرميل الواحد.
بيانات قد تؤثّر على الأسواق قبل محضر اجتماع الفيدرالي
فيما نرى الذهب يقفز صعوداً والدولار ينخفض مقابل سلّة من العملات، تترقّب الأسواق المالية اليوم بيانات قد تكون هامة.
تبدأ البيانات الاقتصادية اليوم مع بيانات مؤشر ADP لوظائف القطاع الخاص.
وتتوقّع الأسواق أن تشير بيانات الوظائف لإضافة 148 ألف وظيفة جديدة في القطاعات الخاصة الأمريكية شهر أبريل الماضي.
إلى جانب ذلك، سيصدر اليوم مؤشر ISM لمديري مشتريات قطاع الخدمات، والمتوقّع أن يرتفع قليلاً من 51.2 إلى 51.8 نقطة.
وقد يكون تأثير هذه البيانات على الدولار والأسواق ملموساً فقط في حال كانت نتائجها بعيدة جداً عن التوقعات.
فبيانات أسوأ من التوقعات ربما سيكون لها تأثير سلبي على الدولار، فيما قد نشهد الذهب يقفز صعوداً من جديد.
أما بيانات أفضل كثيراً من التوقعات، فهنا قد نشهد هبوط الذهب وارتفاع الدولار.
لكن على الأرجح، سيكون تأثير البيانات محدوداً في حال كانت نتائجها قريبة من المتوقّع.
كيف نقرأ قرار الفيدرالي الأمريكي وهل سنشهد الذهب يقفز ارتفاعاً مرّة أخرى؟
في الحقيقة، سعرّت الأسواق المالية رفع الفائدة 25 نقطة أساس فقط، وهنا قد لا نرى تأثير كبير لقرار الفائدة في حال تم رفع الفائدة بهذا المقدار بالفعل. لكن، في حال رفع الفيدرالي الفائدة أكثر من ذلك، فقد نشهد تجاوب الدولار ارتفاعاً والذهب هبوطاً، فيما قد تتراجع أسواق الأسهم.
لكن، إذا كان الرفع كما هو متوقّع، فالتأثير سيرتبط في بيان الفائدة والمؤتمر الصحفي لرئيس الاحتياطي الفيدرالي.
تراقب الأسواق المالية احتمالات خفض الفائدة لاحقاً هذه السنة.
وبحسب مجموعة CME، تعتقد الأسواق أن الفيدرالي سيخفّض الفائدة مرتين هذه السنة.
في حال أظهر الفيدرالي في بيان الفائدة أو المؤتمر الصحفي أنّه لن يخفض الفائدة، فهنا قد نرى الدولار يصعد.
وفي هذه الحالة قد تنخفض أسعار الذهب.
لكن، إذا أبدى الفيدرالي مرونة وأعطى انطباعاً بأنه سيلجأ لخفض الفائدة في حال كان هنالك حاجة لذلك، هنا قد ينخفض الدولار.
وفي هذه الحالة قد نرى الذهب يقفز صعوداً من جديد، وترتفع أيضاً أسواق الأسهم.
لكن، هنالك العديد من المتغيرات الأخرى التي يجب النظر إليها، والتي قد تغيّر من التحرّك في الاسواق المالية.