الذهب ينخفض هامشيًا اليوم بعد قرار الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة

تراجع طفيف لأسعار الذهب لأستيعاب الأسواق خفض أسعار الفائدة الأمريكية

شهد سعر الذهب اليوم تراجعًا طفيفًا، مع بدء الأسواق في استيعاب قرار الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وهو خفض جاء بتصويت منقسم بين أعضاء اللجنة، في إشارة واضحة إلى استمرار اختلاف الرؤى حول المسار المستقبلي للسياسة النقدية. وبرغم هذا التراجع المحدود، فإن البيئة الكلية ما زالت تميل لصالح المعدن الأصفر، في ظل استمرار السياسة النقدية التيسيرية وتزايد مؤشرات التباطؤ الاقتصادي الأميركي

تداولات الذهب

وخلال تداولات صباح الخميس فقد انخفض السعر الفوري للذهب بنسبة 0.2% إلى 4,220.09 دولارًا للأوقية، فيما صعدت العقود الأميركية الآجلة لشهر فبراير بنسبة 0.5% لتصل إلى 4,247.50 دولارًا للأوقية. ويواصل الذهب التحرك بالقرب من قممه التاريخية، بدعم من شهية المستثمرين للأصول الآمنة وتوقعات استمرار دورة خفض الفائدة خلال الفترة المقبلة

أهم العوامل المؤثرة علي أسعار الذهب

خفض الفائدة وسط انقسام داخل الفيدرالي
ورغم أن الأسواق كانت تتوقع الخفض الأخير، فإن الانقسام داخل اللجنة أعاد ترتيب توقعات المستثمرين بشأن وتيرة التيسير في 2026. فقد توقع أغلب صانعي السياسة خفضًا واحدًا فقط في ذلك العام، بينما امتنع جيروم باول عن إعطاء أي توجيهات حول مستقبل التخفيضات، ما قلّص من مكاسب الذهب الفورية

عمليات جني الأرباح بعد التمركز المرتفع
يشير محللون إلى أن جزءًا من الضغوط على الذهب يعود إلى التمركز المرتفع قبل إعلان الفائدة، ما شجع على تنفيذ موجة سريعة من جني الأرباح بمجرد صدور القرار، رغم بقاء الاتجاه الأساسي للمعدن صعوديًا

تصريحات سياسية تزيد من حالة عدم اليقين
انتقاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لحجم الخفض، ووصفه بأنه أقل من المطلوب، أضاف عاملًا جديدًا من الضبابية السياسية، وهو عنصر غالبًا ما يصب في مصلحة الذهب بوصفه ملاذًا آمنًا في أوقات عدم اليقين

ترقب بيانات الوظائف الأميركية
تتجه الأنظار الآن نحو صدور بيانات الوظائف غير الزراعية في 16 ديسمبر، والتي يُرجّح أن تلعب دورًا محوريًا في تحديد توقعات الفائدة المقبلة. فبيانات أضعف من المتوقع قد تضغط على الدولار وتوفر دعماً إضافيًا للذهب

ويبقى الذهب مدعومًا بمجموعة من المحفزات الهيكلية تشمل أسعار فائدة منخفضة، ضعف الدولار، المخاطر الجيوسياسية، وتزايد الطلب الاستثماري. ورغم الهبوط الهامشي المسجل اليوم، فإن الاتجاه العام يظل مائلًا للصعود، ما لم تظهر بيانات اقتصادية أقوى تعيد تسعير توقعات التشديد النقدي في الولايات المتحدة