قرارات بنوك مركزية كبرى بعد الفيدرالي. كيف ستتحرّك الأسواق؟
قرارات بنوك مركزية كبرى مرتقبة هذا اليوم، بعد أن قرر الاحتياطي الفيدرالي أمس رفع الفائدة 50 نقطة أساس.
وتشمل هذه القرارات قرار البنك الوطني السويسري وكذلك بنك إنجلترا المركزي، إلى جانب البنك المركزي الأوروبي.
ومن المحتمل لهذه البنوك المركزية رفع الفائدة 50 نقطة أساس، على نهج الاحتياطي الفيدرالي. لكن يبقى السؤال، كيف ستتحرّك الأسواق المالية استجابة لهذه القرارات آخذين بعين الاعتبارات أنها قرارات بنوك مركزية كبرى ؟
حركة الأسواق المالية اليوم
بعد الانخفاض الذي شهده الدولار الأمريكي أمس، نجده اليوم وقد عاود الارتفاع بشكل محدود مقابل سلّة من العملات.
وتداول مؤشر الدولار في نطاق 103 نقاط، ببعض الارتفاع الذي لا تتعدّى نسبته 0.3% خلال الجلسة الآسيوية.
وكانت الأسواق قد سعّرت رفع الاحتياطي الفيدرالي الفائدة 50 نقطة أساس قبل القرار، وهذا ما أبقى الدولار يوم أمس تحت ضغط هابط.
وكان مؤشر الدولار قد انخفض أمس بنحو 0.37% رغم رفع الفائدة في الاحتياطي الفيدرالي.
واستطاع الدولار استجماع بعضاً من قوّته اليوم بعدما قال “جيروم باول” رئيس الفيدرالي: “الزيادات في أسعار الفائدة ضرورية لتصبح السياسة النقدية مقيّدة بشكل كافٍ”.
ومع ارتفاع مؤشر الدولار اليوم، تراجع اليورو بشكل محدود، لكن ليستمر في تداوله ضمن نطاق دولارٍ و6 سنتات أمريكيّة.
كما تداول الجنيه الإسترليني اليوم في نطاق قريب من 1.24 دولار. وتم تداول الدولار أمام الفرنك في نطاق 0.92 فرنك.
بالنسبة للدولار مقابل الين الياباني، فتداول اليوم عند 135 ين لكل دولار.
وتداولت مؤشرات الأسهم الآسيوية اليوم على انخفاض، كما تراجعت عقود مؤشرات الأسهم الأمريكية. وتتأثّر معنويات المتداولين سلباً بتوقعات قرارات بنوك مركزية كبرى مرتقبة اليوم.
رفع الفائدة يقلل السيولة المتوجّهة إلى أسواق الأسهم، ويزيد الطلب على أصول الاستثمار بالعائد الثابت، كالسندات والودائع المصرفية.
كيف ستؤثّر قرارات البنوك المركزية على الأسواق؟
قرار البنك الوطني السويسري
من المرجّح للبنك الوطني السويسري أن يرفع الفائدة 50 نقطة أساس إلى 1.00% من المستوى الحالي 0.50%.
التأثير سيرتبط بأي إشارات من البنك حيال الخطوات المستقبلية، فإذا تم الإشارة إلى احتمال استمرار رفعها، فقد يرتفع الفرنك، وينخفض زوج الدولار فرنك.
لكن في حال أبدى المركزي قلقاً على النمو، أو أشار لاحتمال خفض وتيرة الرفع، قد يعاود الدولار الارتفاع مقابل الفرنك.
بالتالي، قرار البنك بحد ذاته قد لا يكون مؤثّراً جداً، إلا إذا شهدنا رفع الفائدة أقل أو أكثر من المتوقّع.
قرار بنك إنجلترا المركزي
سيشمل قرار بنك إنجلترا المركزي تصويت الأعضاء على القرار، وحتى مع احتمال رفع الفائدة 50 نقطة أساس إلى 3.50%، فالتصويت سيكون المحدد لتأثير القرار، إلى جانب تأثيرات من بيان الفائدة.
إذا كان هنالك عديد من الأعضاء يطالبون برفع الفائدة أكثر من 50 نقطة أساس، هنا قد نرى ارتفاع الجنيه مقابل الدولار، ربما إلى 1.25 دولار.
لكن، في حال كان هنالك أعضاء يطالبون برفع الفائدة بـ25 نقطة، هذا قد يدفع الجنيه للانخفاض ربما إلى 1.22 دولار.
كذلك، سيراقب المستثمرون أي إشارات من المصرف المركزي عن الخطوات القادمة، وهذا ما قد يكون له تأثير عميق على الجنيه.
قرار البنك المركزي الأوروبي
يشمل قرار البنك المركزي الأوروبي توقعات رفع الفائدة 50 نقطة أساس إلى 2.50% من الحالي 2.00%.
من ناحية أخرى، سيكون التركيز الأكبر على المؤتمر الصحفي لرئيسة المركزي، كريستين لاجارد.
أي إشارات من كريستين لاجارد عن احتمالية خفض وتيرة رفع الفائدة، أو قلق كبير حيال النمو الاقتصادي، هذا قد يكون له تأثير سلبي على اليورو أمام الدولار، وقد يعاود اليورو الانخفاض إلى 1.05 أو حتى 1.04 أمام الدولار.
لكن، إظهار المؤتمر الصحفي قلق كبير من التضخّم، وتوقعات استمرار رفع الفائدة، هنا قد نشهد اليورو يرتفع إلى 1.07 دولار.
قرار المركزي الأوروبي قد يكون معقّداً قليلاً، حيث أن الأسواق ستحتاج لإجابة عن مقدار خطوات الرفع القادمة بالفائدة.
النتيجة النهائية لتأثير قرارات البنوك المركزية اليوم
التأثيرات النهائية قد لا ترتبط في قرار الفائدة بحد ذاته، إلا إذا فاجأنا أحد البنوك في رفع الفائدة أقل أو أكثر مما هو متوقّع.
التأثير النهائي سيكون لتغيّر التوقعات المستقبلية لقرارات البنوك المركزية، فالأسواق سعّرت بالفعل رفع الفائدة 50 نقطة في كل منها.
بيانات اقتصادية أمريكية قد يكون لها تأثير على الأسواق
لا يتوقّف الأمر اليوم في الأسواق المالية على قرارات بنوك مركزية كبرى، بل سنكون أيضاً مع بيانات اقتصادية أمريكية هامّة.
بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية إلى جانب بيانات التصنيع لولاية نيويورك، وأيضاً مؤشر التصنيع لولاية فيلادلفيا وطلبات الإعانة الأسبوعية، كلّها ستصدر من الولايات المتحدّة مع بدء المؤتمر الصحفي لكريستين لاجارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي.
يتبعها أيضاً بيانات مؤشر الإنتاج الصناعي الأمريكي.
بالتالي، الأسواق المالية اليوم على موعد مع العديد من المستجدات الاقتصادية من الولايات المتحدّة الأمريكية.
وقال رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أمس بأن الفيدرالي قرار الفائدة شهر فبراير المقبل ” سيعتمد قرار الفدرالي في فبراير/شباط على الظروف المالية والاقتصادية”.
على ذلك، البيانات الاقتصادية الأمريكية قد تصبح أكثر تأثيراً على الأسواق المالية اعتباراً من اليوم، لأنها قد تؤثّر على قرارات الفيدرالي القادمة.