محضر اجتماع الفيدرالي يسيطر على اهتمام المتداولين
محضر اجتماع الفيدرالي الأمريكي الذي سيصدر لاحقاً هذا اليوم، يسيطر على اهتمام المتداولين في الأسواق المالية.
وتترقّب الأسواق محضر اجتماع الفيدرالي بحثاً عن أي دلائل حول توجّه أسعار الفائدة لاحقاً هذه السنة.
بحسب مجموعة CME، تتوقّع الأسواق رفع الفيدرالي الفائدة 75 نقطة في اجتماعاته الثلاث المقبلة. لكن، هنالك نسبة ليست قليلة من المتداولين من يرون أن الفيدرالي سيرفع الفائدة 100 نقطة أساس أخرى.
لذلك، قد يكون محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي اليوم هاماً لعديد من المتداولين الباحثين عن أي إشارة تجاه توقعات الفيدرالي.
للمزيد عن أهمية محضر اجتماع الفيدرالي، نترككم مع هذا الفيديو عبر قناة المملكة:
البيانات الاقتصادية التي أضافت حيرة للأسواق حول توجّه الفيدرالي الأمريكي
صدرت يوم أمس من الولايات المتحدّة بيانات اقتصادية أثبتت عودة قطاع الصناعات التحويلية للنمو.
وأظهرت بيانات مؤشر مديري مشتريات قطاع الصناعات التحويلية ارتفاع المؤشر من 46.8 إلى 50.5 نقطة، بارتفاع فاق التوقعات.
أي قيمة لمؤشر مديري المشتريات فوق 50 نقطة تعبّر عن نمو.
وبيانات أمس أظهرت أفضل قيمة لقطاع الصناعات التحويلية منذ شهر يوليو عام 2022.
لكن من ناحية أخرى، أثبت سوق الإسكان الأمريكي بأن قطاع الإسكان بدأ يتأثّر برفع الفيدرالي الفائدة.
وأظهرت بيانات مبيعات المنازل القائمة انخفاضاً من 4.03 مليون إلى 4.0 مليون، عكس التوقعات التي أشارت لاحتمال الارتفاع لـ4.09 مليون.
وزادت بيانات أمس الحيرة لأنها تظهر أن قطاعات الاقتصاد الأمريكي ما زالت تحتمل رفع الفائدة، لكن قطاع الإسكان بدأ يتهاوى.
على ذلك، شهدنا تذبذب ملموس في آراء المتداولين حول خطوات الفيدرالي الأمريكي المقبلة، لكن مع توقّع ثلاث رفعات للفائدة.
أداء أسواق الأسهم مع توقعات رفع الفائدة
تراجعت مؤشرات الأسهم الآسيوية والأوروبية اليوم على غرار مثيلتها الأمريكية أمس.
وأغلق مؤشر نيكاي الياباني على خسائر 1.34%، وهبط مؤشر شنغهاي الصيني المرّكب 0.47%، وخسر مؤشر هانج سينج 0.51%.
في أوروبا، تراجع مؤشر داكس الألماني أكثر من 0.60%، كما شهد مؤشر فوتسي البريطاني خسائر قاربت 0.90%.
في فرنسا، شهدنا تراجع مؤشر كاك لكبرى الشركات الفرنسية بما يزيد عن 0.70%.
تأثّرت أسواق الأسهم سلباً بفعل توقعات استمرار البنوك المركزية رفع الفائدة، فرفع الفائدة قد يضرّ النمو الاقتصادي وأداء الشركات.
في الولايات المتحدّة أمس، وفي تداولات مؤشرات الأسهم الأمريكية الآنية، هبط مؤشر ناسداك بنسبة 2.50%.
ويعتبر مؤشر ناسداك لكبرى شركات التكنولوجيا المؤشر الأكثر تأثّراً ضمن المؤشرات الرئيسية بتوقعات استمرار رفع الفائدة. وتراجع مؤشر داوجونز بنسبة 2.06%، وخسر مؤشر ستاندرد آند بورز 2%.
أداء الأسواق المالية بشكل عام مع انتظار صدور محضر اجتماع الفيدرالي
تداول مؤشر الدولار الأمريكي على ارتفاع قاربت نسبته اليوم 0.16%، مستفيداً من عمليات جني الأرباح في الأسواق المالية.
وتم تداول مؤشر الدولار بارتفاع للجلسة الثانية على التوالي فوق 104 نقاط.
وتأثّر اليورو سلباً بارتفاع الدولار، وتراجع اليورو للجلسة الثانية ليتم تداوله في نطاق 1.06 دولار لليورو الواحد.
كذلك، تراجع الجنيه الإسترليني اليوم بعدما ارتفع أمس إلى 1.21 دولار، ليتم تداوله اليوم في نطاق دولار و20 سنتاً أمريكي.
بالنسبة للين الياباني، فنجده وقد واصل انخفاضه على مدى الأسبوع، وسط توقعات إبقاء بنك اليابان على سياساته النقدية.
وارتفع الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني ليتم تداوله في مستويات قريبة من 135 ين للدولار الأمريكي الواحد.
هذا وقرر الاحتياطي النيوزلندي رفع الفائدة 50 نقطة أساس إلى 4.75%، ليتسبب ذلك بتذبذب ملموس في الدولار النيوزلندي.
وتداول الدولار النيوزلندي في تذبذب ملموس في نطاق 62 سنتاً أمريكي. لكن استطاع الدولار النيوزلندي الارتفاع أمام عدّة عملات.
كيف سيؤثّر محضر اجتماع الفيدرالي على الأسواق المالية؟
ستركّز الأسواق المالية على أي معلومة حيال نقاش رفع الفائدة 50 نقطة في الاجتماع الأخير الذي تم فيه رفع الفائدة 25 نقطة.
ولو أظهر محضر اجتماع الفيدرالي لهجة متشددة، كأن يظهر إصراراً على استمرار رفع الفائدة، قد نرى ارتفاع الدولار.
على العكس، إن أبدى عدد من أعضاء الفيدرالي قلقاً حيال النمو الاقتصادي، هنا قد يتم اعتبار المحضر أقل تشدداً.
وفي الحالة الثانية، قد نلاحظ بعض الانخفاض في الدولار الأمريكي.
على أي حال، في حال كان محضر الاجتماع وسطياً وكما هو متوقّع في تشدده، في أن يتم الإشارة لاستمرار رفع الفائدة بوتيرة معتدلة مع مراقبة البيانات الاقتصادية القادمة، هنا قد نلاحظ زيادة التوتّر في الأسواق المالية مع تذبذب ملموس فيها.
لا يجب أن ننسى أن الأسواق تترقّب صدور المزيد من البيانات الاقتصادية يوم غد الخميس والجمعة من أميركا، مما قد يتسبب بتأجيل حركات الأسواق المالية القوية لحين صدور تلك البيانات، والتي منها بيانات التضخّم بحسب مؤشر Core PCE.