تأجيل أميركا قرار التدخّل بصراعات الشرق الأوسط يدخل الأسواق بتذبذب
تأجيل أميركا قرار التدخّل بصراعات الشرق الأوسط لأسبوعين جعل البعض متفائلاً بأن أميركا لا تريد التدخّل في الحرب بين إيران وإسرائيل.
لكن من ناحية أخرى، يعتقد البعض بأن هذا التأجيل يعني بأن الصراع سيستمر طوال فترة الأسبوعين.
ولذلك، شهدنا الأسواق تدخل حالة من التباين والتذبذب، خصوصاً بعد أن شهدنا قرارات بنوك مركزية هذا الأسبوع.
قرر كل من الاحتياطي الفيدرالي وبنك إنجلترا المركزي وكذلك بنك اليابان المركزي تثبيت الفائدة.
وتبع بنك الصين الشعبي تلك البنوك المركزية بتثبيت الفائدة هذا اليوم.
إلا أن البنك الوطني السويسري كان له رأي مغاير، وقام بخفض الفائدة 25 نقطة أساس.
وكل تلك المتغيّرات امتزجت مع بيانات اقتصادية أثبتت تأثر العالم بالرسوم الجمركية الأمريكية.
البيانات الاقتصادية التي أثبتت التأثّر بالرسوم الجمركية
فيما نرى تأجيل أميركا قرار التدخّل بصراعات الشرق الأوسط، صدرت هذا الأسبوع عدد من البيانات الاقتصادية الهامة.
والبيانات الاقتصادية أثبتت تأثّر عدداً من الدول في العالم بالرسوم الجمركية وحرب التجارة التي أشعلها الرئيس الأمريكي “ترامب”.
وبداية مع بيانات الإنتاج الصناعي للصين التي أظهرت تراجعاً من 6.1% إلى 5.8% في نموها.
كما أظهرت بيانات التصنيع لولاية نيويورك انخفاضاً لبي من -9.2 إلى -16.0 نقطة.
وأثبتت بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية انكماشاً في المبيعات بنسبة -0.9% الشهر الماضي مع انكماش الإنتاج الصناعي -0.2%.
وفي بريطانيا، انكمشت مبيعات التجزئة الشهر الماضي بنسبة كبيرة وصلت إلى -2.7%.
وبذلك، نلاحظ بأن هنالك علامات واضحة من هنا وهناك تظهر التدهور في الإنتاج والاستهلاك.
حتى في سويسرا، شهدنا انخفاضاً كبيراً في فائض التجارة من 6.33 مليار إلى 3.83 مليار.
تأجيل أميركا قرار التدخّل بصراعات الشرق الأوسط وتأثيره
إن تأجيل أميركا قرار التدخّل بصراعات الشرق الأوسط يمكن فهمه بطريقتين، فالأولى هي أن أميركا لا تريد الانخراط في التوتّرات.
لكن من ناحية أخرى، قد يكون ذلك عبارة عن تأكيد أن التوتّرات ستستمر لفترة طويلة قبل أن تتخذ أميركا القرار بمحاولة إيجاد حلول.
لذلك، نرى التباين في الأسواق المالية جراء إعلان تأجيل اتخاذ القرار.
والتصريحات المتضاربة من البيت الأبيض تعتبر أيضاً سبباً لحالة من عدم الوضوح حيال موقف البيت الأبيض من التدخّل المباشر.
لذلك، شهدنا انخفاضاً بأسعار الذهب والفضة، مع انخفاض طلب الملاذ الآمن، لأن عدم تدخّل أميركا يعني بقاء التوتّرات محدودة جغرافياً.
لكن في أسواق الأسهم، ساد التباين بين ارتفاع بعض المؤشرات وانخفاض مؤشرات أخرى.
وفي أسواق العملات، لاحظنا تذبذباً في الأصول مع تباين في الأداء بين العملات الأجنبية أمام الدولار الأمريكي.
ماذا ينتظرنا اليوم؟
تترقّب الأسواق المالية اليوم بعض البيانات الاقتصادية الصادرة من كندا والولايات المتحدّة ومنطقة اليورو.
فمن كندا سنكون مع بيانات مبيعات التجزئة المحتمل أن تظهر تباطؤاً في المبيعات إلى 0.4% من 0.8%.
ومن أميركا سنتوقّف مع مؤشر التصنيع لولاية فيلادلفيا المتوقع ارتفاعه لكن ليبقى في السالب عند -1.7 نقاط من -4.8 نقاط.؟
كما ستصدر قراءة ثقة المستهلك لمنطقة اليورو والاحتمال بإظهارها استقراراً في قيمة سلبية عند -15 نقطة.
ونعود بعدها لأميركا مع مؤشر كونفيرنس بورك CB الرائد، المحتمل أن يظهر ارتفاع لكن ليبقى بالسالب -0.1% مقارنة بالسابق -1.0%.
بشكل عام، التطورات في الشرق الأوسط تعتبر ذات تأثير عميق على الأسواق المالية.
وسيتابع المتداولون أي مستجدات قد تصدر من البيت الأبيض حيال تلك التوتّرات.
ربما يهمّك أيضاً:
توقعات الفائدة الأمريكية المستقبلية
ارتفاع أسعار النفط الخام مدفوعاً بالتوترات الجيوسياسية
انخفاض أسعار الذهب بعد توقف الاحتياطي الفيدرالي