الدولار يَهوي وأسعار الذهب تقفز بعد تصريحات الفيدرالي، واليوم سنكون مع بيانات أمريكية هامّة
انخفض الدولار الأمريكي مقابل سلّة من العملات الرئيسية مرافقاً لخطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي “جيروم باول” والذي صرّح خلاله بأن “رفع الفائدة بوتيرة أقل من المرجّح أن يحدث قريباً”، ليؤكّد على تصريحات صدرت من عدّة أعضاء آخرين، وليعطي خلال الخطاب تلميحاً بأن الفيدرالي قد يبدأ تقليل حجم رفع الفائدة في قراره هذا الشهر ديسمبر 2022.
وبعد تصريحات الاحتياطي، قفزت احتمالية اكتفاء الفيدرالي رفع الفائدة 50 نقطة أساس إلى نحو 80% بحسب توقعات الأسواق التي تراقبها مجموعة CME، مقارنة بحوالي 67% قبل التصريحات. على ذلك، هبط مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الخضراء مقابل سلّة من العملات بنسبة 0.90% يوم أمس، ليمدد خسائر شهر نوفمبر الماضي إلى نحو 5.1%، في أكبر نسبة انخفاض شهري لمؤشر الدولار منذ شهر سبتمبر عام 2010.
ومع انخفاض الدولار، ارتفعت أسعار الذهب بشكل ملموس، ليتم تداول المعدن الثمين اليوم الخميس فوق 1780 دولار للأونصة، بعدما كان المعدن الثمين قد أنهى شهر نوفمبر يوم أمس بمكاسب فاقت الـ 8.2%.
وارتفع اليورو مقابل العملة الخضراء، ليتم تداوله عند دولارٍ و4 سنتات أمريكية اليوم الخميس، كما صعد الجنيه الإسترليني اليوم إلى دولارٍ و21 سنت. بالنسبة للدولار مقابل الين، فنجده وقد انخفض إلى 135 ين لكل دولار، قبل أن يعاود الدولار الصعود بشكل محدود إلى 136 ين لكل دولار.
بيانات اقتصادية هامة هذا اليوم
لا ينتهي اهتمام الأسواق بتوقعات أسعار الفائدة الفيدرالية في اجتماع شهر ديسمبر الجاري، بل تتابع الأسواق أسعار الفائدة النهائية التي سيصل لها الاحتياطي خلال 2023، وهنالك تباين في الآراء بين احتمال وصول أسعار الفائدة إلى 4.75% نهاية النصف الأوّل من العام المقبل، أم إلى 5.00% أو أكثر. لذلك، تبقى البيانات الاقتصادية هي المحدد الأساسي لتوقعات الاحتياطي الفيدرالي العام المقبل.
بالتالي، ستراقب الأسواق المالية اليوم صدور مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي الأمريكي (Core PCE)، وهو المؤشر المعتمد للفيدرالي لقياس معدّل التضخّم، وتشير التوقعات لاحتمال انخفاض التضخّم في أميركا بحسب هذا المؤشر من 5.1% إلى 5.0%. وفي حال انخفاض المؤشر بأكثر مما هو متوقّع، قد نرى الأسواق تبدأ بتسعير احتمال استمرار رفع الفائدة بشكل بطيء لتصل إلى 4.75% أو حتى أقل العام المقبل، مما قد يضغط على الدولار. لكن، إذا كانت نتيجة المؤشر فوق 5.1%، أي أعلى من السابق، هنا قد تبدأ الأسواق بتوقّع وصول الفائدة إلى 5.00% أو أكثر العام المقبل، وهنا قد يجد الدولار بعض الدعم. أما صدور المؤشر عند نفس قيم السابق أو المتوقّع، هنا قد نشهد تذبذباً في حركة الدولار.
إلى جانب بيانات التضخّم الأمريكية، سنكون مع بيانات مؤشر ISM لمديري مشتريات قطاع الصناعات التحويلية، ومن المتوقّع أن يظهر انكماش القطاع، يظهر على شكل انخفاض المؤشر مال دون 50 نقطة، وصدوره بقيمة 49.7 نقطة، بانخفاض من السابق 50.2 نقطة. ويتم معامله المؤشر بشكل مشابه للتعامل مع بيانات التضخّم، فقيم أقل من المتوقّع قد تضغط على الدولار، فيما قيم أعلى من السابق قد تدعم العملة الخضراء، فيما صدور القيمة عند أو بين القيم المتوقعة والسابقة، قد يكون سبباً لحصول التذبذب في الأسواق.
بيانات الوظائف الأمريكية غداً الجمعة
لا ينتهي أسبوعنا ببيانات اليوم، بل سنكون أيضاً يوم غدٍ مع بيانات الوظائف الأمريكية، والتي تعتبر من البيانات الاقتصادية الهامة، لأن الاحتياطي الفيدرالي في خطواته لرفع الفائدة يستشهد دوماً بقوّة سوق العمل، وأن الاقتصاد قادر على التعامل مع أسعار الفائدة المرتفعة. وسنقوم يوم غد بتحديد التأثير المحتمل للبيانات الاقتصادية قبل صدورها بوقت كاف.