الأسواق المالية في حالة تأهّب لاستقبال قرار الفيدرالي
الأسواق المالية في حالة تأهّب انتظاراً لقرار الفيدرالي الأمريكي، والمتوقّع فيه رفع الفائدة 50 نقطة أساس، لتصل الفائدة نطاق 4.25%-4.50%.
لذلك، شهدنا على مدى هذا الشهر تسعيراً للدولار وعديد من الأصول الأخرى على هذا الرفع بالفائدة، فتراجع الدولار بنسبة تضاهي 1.8% منذ بداية الشهر.
وسبب تراجع الدولار رغم توقعات رفع الفائدة هو أن الأسواق كانت تخشى استمرار رفعها بشكل أكبر مما هو متوقّع الآن.
واليوم، شهدنا حركة متذبذبة في أسواق العملات والأسهم والمعادن الثمينة، تثبت أن الأسواق المالية في حالة تأهّب، وانخفضت أحجام التداول.
حركة الأسواق المالية اليوم
شهد اليورو ارتفاعاً أمام الدولار، لكن بقي في تداوله ضمن نفس نطاق تداوله أمس، عند دولارٍ و6 سنتات.
كما تم تداول الجنيه الإسترليني عند دولارٍ و24 سنتاً، قبل أن يتراجع إلى دولار و23 سنت.
وصدرت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين من بريطانيا وضغطت على الجنيه، بإظهارها انخفاضاً يفوق التوقّعات بمعدّل التضخّم، من 11.1% إلى 10.7%.
بالنسبة لسعر الدولار مقابل الين، نجده انخفض إلى 134 ين للدولار، بهبوط من مشارف 138 ين للدولار يوم أمس.
في أسواق المعادن الثمينة، تراجعت أسعار الذهب في عمليات جني أرباح رغم تراجع مؤشر الدولار اليوم. لكن، بقي المعدن الثمين فوق 1800 دولار للأونصة. هذا وهبطت أسعار الفضّة من أسعار وصلت لـ24 دولار للأونصة يوم أمس، لتستقر اليوم في نطاق 23 دولار.
وما حصل في أسواق المعادن الثمينة يعتبره الكثيرون جني أرباح بعد موجات ارتفاع ملموسة حصلت الفترة الماضية.
وبالانتقال إلى عقود مؤشرات الأسهم الأمريكية، نجدها وقد تداولت اليوم ضمن نطاقات محدودة جداً، مع ترقّب المتداولين لمستجدات الفيدرالي.
تأثير رفع الفائدة على الأسواق المالية عبر التقرير: رفع الفائدة في الاحتياطي الفيدرالي. كيف سيؤثّر على الأسواق؟
ماذا يجب أن نتابع في قرار الاحتياطي الفيدرالي؟
يجب أن نتساءل عن سبب حقيقة كون الأسواق المالية في حالة تأهّب ، رغم أن قرار الفيدرالي رفع الفائدة اليوم من المتوقّع بشدّة أن يكون بـ50 نقطة أساس. في الحقيقة، يبدو أن سبب ذلك هو انتظار بيانات الفائدة، وكذلك التوقعات الاقتصادية للفيدرالي، وأيضاً المؤتمر الصحفي الذي يتبع قرار الفائدة بفاصل زمني مقداره 30 دقيقة من لحظة صدور القرار.
في التوقعّات الاقتصادية، يتم الإعلان عما يسمّى بـ Dot Plot، وهو توقعات أعضاء الفيدرالي لمعدّل النمو والتضخّم والبطالة إلى جانب أسعار الفائدة المستقبلية خلال عام 2023 كاملاً.
بيانات الفائدة سيوضّح أسباب بدء تقليص وتيرة رفع الفائدة، فيما التوقّعات الاقتصادية قد توضّح مستقبل أسعار الفائدة.
على ذلك، نشهد حالة من التذبذب اليوم مع انخفاض في أحجام التداول، لحين صدور المستجدات الموضّحة لخطوات الفيدرالي القادمة.
وما يجب أن نتابعه اليوم هو أي مستجدات نجد فيها إجابات للأسئلة التالية:
- إلى أي مستوى ستصل أسعار الفائدة خلال 2023؟ إلى 4.75% – 5.00% أم أقل أو أكثر؟
- هل سيخفّض الفيدرالي توقعاته للتضخّم خلال 2023؟ أم سيرفعها؟
- وهل سيقوم الفيدرالي بخفض توقعاته للنمو خلال 2023؟ أم سيقوم برفعها؟
- ماذا بالنسبة للبطالة؟ هل سيقوم بخفض توقعاتها؟ أم سيرفع التوقعات السابقة؟
إجابات تلك الأسئلة قد تكون محددة لمستقبل الدولار الأمريكي، مما قد يؤثّر أيضاً على أسعار الذهب والفضة، وكذلك الأسهم.
على ذلك، من الجيّد أن نتابع اليوم قرار الاحتياطي الفيدرالي وما سيصدر معه من مستجدات حيال مستقبل أسعار الفائدة الأمريكية.