انخفاض الثقة عالمياً يدعم الدولار، والأسهم تحت الضغط
انخفاض الثقة عالمياً يتزايد جراء مخاوف أزمة سقف الدين الأمريكي، والتي تقلق المستثمرين من تخلّف الولايات المتحدّة من الوفاء بالتزاماتها ومدفوعاتها الشهر المقبل.
وشهد الدولار الأمريكي طلباً ملموساً هذا الأسبوع، ليحقق مؤشر الدولار مكاسب فاقت الـ 0.8% هذا الأسبوع.
ويتوجّه المتداولون لطلب الدولار في ظل تصفية أصولهم من أسواق العائد المرتفع، مثل أسواق الأسهم، التي بقيت تحت الضغط.
والسبب في انخفاض الثقة عالمياً هو مخاوف تأثير أزمة الدين على الاقتصاد الأمريكي، وما له من انعكاسات على الاقتصاد العالمي.
وهبطت مؤشرات الأسهم الأمريكية يوم أمس، ليفقد داوجونز في تعاملاته الآنية نحو 0.77%، مواصلاً خسائره للجلسة الرابعة.
كما تراجع مؤشر ناسداك التكنولوجي المجمّع بنسبة 0.61%، وهبط مؤشر ستاندرد آند بورز الأوسع نطاقاً 0.73%.
واليوم، شهدنا تراجع عديد من مؤشرات الأسهم الآسيوية، التي منها هبوط مؤشر هانج سينج أكثر من 2%.
وتأثرّت معنويات المستثمرين مع انخفاض الثقة عالمياً في وقت تأخرّت فيه الولايات المتحدّة عن التوصّل لاتفاق حيال رفع سقف الدين.
وزيرة الخزانة الأمريكية تزيد من انخفاض الثقة عالمياً
صرّحت جانيت يلين، وزيرة الخزانة الأمريكية يوم أمس قائلة: الموعد النهائي الذي ستبلغ فيه الولايات المتحدة سقف الدين، وربما تتخلف عن سداد التزاماتها سيكون أوائل يونيو حزيران القادم.
وهذه التصريحات زادت من مخاوف الأسواق المالية وتسببت بمزيد من انخفاض الثقة عالمياً وهبطت بذلك شهية المخاطرة.
وعلقت “يلين” قائلة: حتى في الفترة التي تسبق التخلف المحتمل عن سداد الديون، سيكون هناك اضطرابات كبيرة في الأسواق المالية.
وما زاد الموقف صعوبة على الأسواق المالية العالمية هو مستجدات صدرت عن وكالة التصنيف الائتماني “فيتش”.
حيث وضعت وكالة فيتش تصنيف ائتمان أميركا تحت المراقبة من أجل خفض محتمل.
وهذه الأنباء الصادرة من الوكالة زادت المخاطر مع اقتراب مفاوضات رفع سقف الدين الأميركي من اللحظات الحاسمة.
ووضعت فيتش تصنيف أميركا البالغ “AAA” تحت المراقبة السلبية تمهيدا لخفض محتمل إذا فشل المشرعون في زيادة المبلغ الذي يمكن أن تقترضه وزارة الخزانة قبل نفاد أموالها.
عام 2011 خلال مفاوضات مطولة حول سقف الديون، خفضت وكالة S&P التصنيف الائتماني للولايات المتحدة إلى AA+.
الفيدرالي الأمريكي أصبح منقسماً ليزيد مخاطر انخفاض الثقة عالمياً
أظهر محضر اجتماع الاحتياطي الفدرالي الأميركي الذي صدر أمس انقساماً بين المسؤولين حول مستقبل أسعار الفائدة.
حيث رأى بعض الأعضاء في الفيدرالي الحاجة للمزيد من رفع الفائدة.
لكن، توقع أعضاء آخرون في الفيدرالي تباطؤا في النمو الاقتصادي ما يستدعي التخفيف من وتيرة تشديد السياسة النقدية.
بشكل عام، سلّط محضر الفيدرالي أمس الضوء على الخلافات بشأن الخطوة المقبلة وسط ميل نحو التوقف عن رفع الفائدة.
هذا وبدا الفيدرالي أنه سيعتمد بشكل أكبر على البيانات الاقتصادية الصادرة لمعرفة اتجاهه القادم بشأن زيادة الفائدة أم لا.
لمراقبة تغيّر توقعات الفيدرالي عبر الرابط (هنـــا).
وكلما زادت المخاوف في الأسواق المالية، نشهد ارتفاعاً في الدولار في الوقت الراهن، إذ يتم استخدامه كملاذ آمن وعملة تصفية مراكز مالية.
أداء الأسواق المالية اليوم مع حالة انخفاض الثقة عالمياً
واصل اليورو تراجعه أمام الدولار الأمريكي للجلسة الثالثة على التوالي، ليتم تداوله عند دولارٍ و7 سنتات أمريكية.
كما انخفض الجنيه الإسترليني رغم بيانات التضخّم التي صدرت يوم أمس وأظهرت انخفاضاً أقل من المتوقّع بالتضخّم.
وتم تداول الجنيه الإسترليني في نطاق دولارٍ و23 سنتاً أمريكي.
بالنسبة للين الياباني، فقد شهد ضغطاً هائلاً أمام الدولار، وصعد الدولار مقابل الين إلى 139 ين للدولار الواحد.
وتأثّر الين الياباني في توقعات الأسواق إبقاء بنك اليابان المركزي على سياساته التحفيزية للاقتصاد، في وقت رفعت البنوك الاخرى الفائدة.
بانتقالنا إلى أسعار الذهب، نجد بأن المعدن الثمين يحاول الارتفاع اليوم، رغم صعود الدولار.
فقد نال الذهب نصيبه من طلب الملاذ الآمن ليقاوم موجة الدولار الصاعدة ولو بشكل مؤقّت.
لكن بشكل عام، ما زال الذهب بانخفاض على مدى هذا الأسبوع بحوالي 0.85%، محققاً ثالث أسبوع على التوالي من الانخفاض.
وتم تداول الذهب اليوم في الأسواق المالية العالمية في نطاق 1950-1960 دولار للأونصة الواحدة.
ولامست أسعار الفضة اليوم أدنى مستوياتها منذ أواخر شهر مارس/آذار الماضي 2023 عند 22 دولار للأونصة.
وتم تداول الفضّة على مدى هذا اليوم في نطاق بين 22 دولار و23 دولاراً.
بيانات اقتصادية أمريكية مرتقبة هذا اليوم
تترقّب الأسواق المالية اليوم بيانات النمو في الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي للربع الأوّل الماضي من هذه السنة.
من المتوقّع للقراءة الثانية للناتج المحلي الإجمالي أن تؤكّد التقديرات الأوليّة بأن يكون الاقتصاد قد حقق نمواً نسبته 1.1% الربع الأوّل الماضي من هذه السنة.
كذلك، سنتوقّف مع بيانات طلبات البطالة الأسبوعية المتوقّع لها أن تظهر قليلاً من الارتفاع بعدد الطلبات إلى 249 ألف طلب.
هذا وتترقّب الأسواق المالية أيضاً بيانات من قطاع المنازل الأمريكي، وهي بيانات مبيعات المنازل المعلّقة.
ومن المتوقّع أن تظهر بيانات مبيعات المنازل نمواً نسبته 1.0% في المبيعات، بعد انكماش بلغت نسبته -5.2%.
لكن بشكل عام، تركيز المتداولين هذا اليوم قد يرتكز على أي مستجدات قد تصدر بخصوص أزمة سقف الدين الأمريكي.