بيانات النمو وعقود بـ 4 ترليون دولار ستؤثّر بالأسواق
بيانات النمو بحسب مؤشرات مديري المشتريات تعتبر بيانات مهمّة، لأنّها تقدّم دلائل للأسواق المالية عن وضع اقتصاد الدول.
واليوم، ستصدر بيانات مؤشر مديري المشتريات لكل من قطاع الصناعات التحويلية والخدمات من أوروبا وأميركا والولايات المتحدّة.
وقام الاحتياطي الفيدرالي وكذلك بنك إنجلترا والمركزي الأوروبي، إلى جانب البنك الوطني السويسري برفع الفائدة، للحد من ارتفاع معدّل التضخّم.
لكن، مواجهة التضخّم تتطلّب تضحية في النمو، فرفع الفائدة يعتبر ضاغط على النمو الاقتصادي.
لذلك، ستقدّم لنا بيانات مؤشرات مديري المشتريات اليوم دلائل عن الوضع الاقتصادي، إذ أنها تعتبر بيانات النمو الأساسيّة التي تصدر في وقت مبكّر.
حركة الأسواق المالية
تراجع اليورو يوم أمس أمام الدولار رغم قرار البنك المركزي الأوروبي رفع الفائدة. لكن عاود اليوم الارتفاع ليتم تداوله عند 1.06 دولار.
شهد الجنيه الإسترليني ضغطاً كبيراً لينخفض نحو 1.21 دولار بعد ظهور أعضاء من بنك إنجلترا طالبوا بعدم رفع الفائدة. لكن عاود الجنيه الارتفاع قليلاً اليوم إلى 1.22 دولار.
تم تداول أسعار الذهب ما دون 1800 دولار للجلسة الثانية على التوالي رغم بعض الارتفاع اليوم. وتأثر الذهب بصعود الدولار.
ارتفع مؤشر الدولار يوم أمس بحوالي 0.95%، قبل أن يتراجع اليوم نحو 0.3%. تم تداول مؤشر الدولار الأمريكي في نطاق 104 نقاط.
توقعات أن تظهر البيانات الاقتصادية انكماشاً في قطاعات كبرى الدول
ستصدر بيانات منطقة اليورو صباح اليوم، والتوقعات بإظهارها انكماشاً بكل من قطاع الخدمات وقطاع الصناعات التحويلية.
أي قيمة لمؤشرات مديري المشتريات ما دون 50 نقطة، تعبّر عن انكماش في القطاع.
كذلك الأمر في بريطانيا، من المحتمل للبيانات إظهارها انكماشاً في قطاع الخدمات والصناعات التحويلية، وهذا الأمر ينطبق على أميركا.
كلما كانت البيانات الاقتصادية أكثر سلبية، أي أسوأ من التوقعات، قد تشير إلى أن البنوك المركزية سوف لن تستطيع الاستمرار بمسيرة رفع الفائدة بشكل كبير.
وبدأت البنوك المركزية خفض وتيرة رفع الفائدة، بل أن أعضاءً في بنك إنجلترا طالبوا بتثبيت الفائدة في اجتماع أمس الخميس.
بالتالي، الجميع يعلم بأن التضخّم مرتفع جداً، لكن إلى أي حد تستطيع البنوك المركزية رفع الفائدة، سيرتبط ذلك بالأداء الاقتصادي.
على ذلك، ربما سيراقب المستثمرون في الأسواق المالية أي بيانات مرتبطة بالنمو عن كثب خلال الفترة المقبلة.
الأسواق المالية على موعد مع تذبذب ربما يكون كبيراً
إلى جانب بيانات مؤشرات مديري المشتريات التي تصدر من كبرى الدول في العالم اليوم، ربما سنكون مع تذبذب ملموس ربما يكون كبيراً في أسواق الأسهم ينتقل تأثيره أيضاً إلى أسواق العملات والمعادن الثمينة. ستنتهي اليوم الجمعة عقود خيار (نوع من أنواع العقود المالية التي يتم تداولها في الأسواق المالية).
توشك عقود الخيارات بقيمة تقارب 4 تريليونات دولار من الأسهم والعقود الآجلة لمؤشرات الأسهم والصناديق المتداولة في البورصة على الانتهاء
ويعتبر هذا اليوم أحد الأيام الأكثر ازدحامًا لمتداولي الخيارات هذه السنة ، وفقًا لبيانات أبحاث تقلّب الأسواق في Goldman Sachs.
من هنا، لا يجب استبعاد حصول تذبذب ملموس في الأسواق المالية، يبدأ بأسواق الأسهم وتمتد موجات تأثيره إلى العملات والمعادن.
ضمن عقود الخيار التي تقارب قيمتها 4 ترليون دولار، هنالك 2.4 تريليون دولار في العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 وهذه قد تكون الحدث الرئيسي اليوم الجمعة، حيث أن مئات الآلاف من العقود التي تتركز حول مستوى 4000 من المقرر أن تنتهي صلاحيتها.
تأثير حركة أسواق الأسهم على أسواق العملات
في أغلب الأحيان، عندما تنخفض أسواق الأسهم، نجد الدولار والين الياباني يكتسبان قوّة أمام العملات، أثناء تصفية المراكز المالية.
لكن عندما تسود حالة من الثقة وترتفع أسواق الأسهم، يتخلّى المستثمرون عن الدولار وينخفض، في سبيل البحث عن استثمارات بالأسهم.
بالتالي، قد نشهد حركة ملموسة في أسواق العملات اليوم، بين مزيج بيانات مؤشرات مديري المشتريات، إلى جانب انتهاء عقود الخيار في البورصات.
تأثير كل ذلك على أسواق المعادن الثمينة
بما أن الدولار الأمريكي ربما سيشهد حالة من التذبذب الملموس، فقد نشهد أسعار الذهب والفضّة أيضاً تتداول في تذبذب.
بيانات النمو وغيرها من الأحداث ستكون رفيقة آخر يوم من تداولات هذا الأسبوع، وهذا يعني بأن التذبذب والذي شهدناه هذا الأسبوع لم ينتهي بعد، وربما سيمتد حتى نهاية تداولات الأسبوع.