الأسهم تنخفض والدولار يصعد مع إغلاق مدارس وجامعات في الصين ومؤشرات تعثّر النمو العالمي

انخفضت عديدٌ من مؤشرات الأسهم الأوروبية اليوم، على غرار مثيلتها الآسيوية مما أكسب الدولار الأمريكي عزماً صاعداً ويرتفع مقابل سلّة من العملات الرئيسية للجلسة الثالثة على التوالي، ليتم تداول مؤشر الدولار اليوم بمكاسب فاقت الـ80 نقطة أساس فوق 107 نقاط. واستفاد الدولار الأمريكي من حالة التوتّر التي تسود الأسواق المالية العالمية، في ظل تزايد احتمالات تعثّر النمو الاقتصادي العالمي وسط رفع البنوك المركزية الفائدة بشكل كبير، إلى جانب ارتفاع حاد في معدّلات التضخّم في عديد من الدول في العالم.

وتأثّرت معنويات المستثمرين بعد أنباء أفادت بأن مدينة “شيجياتشوانغ” العاصمة والمدينة الأكبر في إقليم الشمال الصيني علّقت المدارس وأغلقت الجامعات وطلبت من السكان البقاء في المنزل لمدّة خمس أيّام مع ارتفاع أعداد الإصابة بفيروس كورونا في المدينة. وتستمر الصين بتبنّي سياسة الـ “صفر إصابات” بما يخص فيروس كورونا.

والإغلاقات في الصين قد تكون سبباً لمزيد من الضغط على الاقتصاد العالمي، هذا وقد توقّع صندوق النقد الدولي في آخر تقاريره انخفاض معدّل النمو في الاقتصاد عالمياً من 6.0% عام 2021 إلى 3.2% عام 2022، مع احتمال مزيد من التراجع في معدل النمو إلى 2.7% للعام المقبل 2023.

في أسواق العملات الأجنبية، تراجع الجنيه الإسترليني إلى دولار و17 سنتاً أمريكي، كما بقي اليورو تحت ضغط هابط عند دولار و2 سنت، فيما انخفض الين الياباني نحو 142 ين للدولار الواحد. وتم تداول الدولار أمام الفرنك عند 0.95، وارتفع الدولار الأمريكي أمام نظيره الكندي إلى 1.34 دولار كندي لكل دولار أمريكي.

والارتفاع الذي شهده الدولار مقابل سلّة العملات، ضغط أيضاً على المعادن الثمينة، لينخفض سعر الذهب اليوم الإثنين إلى 1736 دولار للأونصة، بانخفاض من مستوياته الأعلى التي تحققت الأسبوع الماضي عند 1786 دولار، كما تم تداول أسعار الفضة عند 20 دولار للأونصة الواحدة.

وتعتبر أسعار النفط أحد المتضررين في مخاوف التراجع في النمو الاقتصادي العالمي، فالتراجع بالنمو قد يكون سبباً لانخفاض في طلب الخام. وهبطت عقود خام غرب تكساس الوسيط تحت 80 دولار للبرميل، فيما تم تداول عقود خام برنت خلال الجلسة الأوروبية عند 86 دولار للبرميل الواحد.

ملاحظة: توقعات البيانات الاقتصادية وأسعار الأصول المتداولة كما هي تمام الساعة 12:30 مساءً بتوقيت غرينتش.

بالنسبة للأخبار الاقتصادية اليوم، لا توجد بيانات اقتصادية ذات تأثير معتاد كبير على الأسواق المالية على جدول الأجندة الاقتصادية، إلا أن الأسواق على ما يبدو بدأت التأثّر بانتظارنا لعديد من البيانات الاقتصادية الهامة لاحقاً هذا الأسبوع، والتي تشمل تصريحات لأعضاء من الفيدرالي الأمريكي غدٍ الثلاثاء. وبيانات مؤشر مديري مشتريات قطاع الصناعات التحويلية وقطاع الخدمات من أوروبا وبريطانيا وأميركا، إلى جانب محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يوم الأربعاء.

وتشير التوقعات لبيانات مؤشرات مديري المشتريات الصادرة من الدول المشار لها لاحتمال أن يكون الاقتصاد العالمي قد شهد مزيداً من التراجع والتدهور في النمو الاقتصادي الشهر الجاري نوفمبر 2022، فتوقعات الأسواق للبيانات في أغلبها تظهر قيماً ما دون 50 نقطة بحسب المؤشر الذي يتّخذ خط الـ 50 فاصلاً بين النمو والانكماش.