الدولار ينزلق وأسعار الذهب والأسهم تنتعش بعد محضر الفيدرالي. ما الذي حصل؟
انخفض الدولار الأمريكي مقابل سلّة من العملات الرئيسية اليوم الخميس، مستمرّاً في هبوطه للجلسة الثالثة على التوالي، وتم تداول مؤشر الدولار الجلسة الآسيوية في نطاق 105 نقاط. وارتفعت أسعار الذهب وانتعشت مؤشرات الأسهم الآسيوية على غرار مثيلتها الأمريكية أمس، وحصل كل ذلك بعدما صدر محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
وأظهر محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي بأن معظم مسؤولي البنك يدعمون إبطاء وتيرة رفع الفائدة قريباً، وبرروا ذلك بأن إبطاء الرفع سيمنح صنّاع السياسة النقدية في المركزي فرصة لتقييم تأثير رفع الفائدة الكبير الذي حصل سابقاً. وألمح محضر الاجتماع بأن هنالك ملامح بدء تراجع معدّلات التضخّم رغم أن المخاطر ما زالت موجودة، إلا أن بعض المشاركين في الاجتماع أعربوا عن قلقهم تجاه تبعات رفع الفائدة بنفس الوتيرة الكبيرة السابقة.
وكان ملخص محضر الاجتماع، هو أن الفيدرالي قد يبطئ رفع الفائدة، وهذا فعلاً ما تظهره توقعّات الأسواق بحسب مجموعة CME، التي تظهر احتمال رفع الفائدة 50 نقطة أساس فقط الشهر المقبل ديسمبر، وأن تصل أسعار الفائدة ذروتها شهر مارس المقبل 2023 وعندها قد يتوقّف الفيدرالي لرفع الفائدة.
على ذلك، ارتفع اليورو إلى دولار و4 سنتات أمريكية، مقارنة بمستويات دولار و3 سنتات كان قد تداول عنها أمس، كما صعد الجنيه الإسترليني إلى دولار و21 سنتاً قبل أن يعاود التداول عند دولار و20 سنت، لكنّ الجنيه ما زال مرتفعاً مقارنة بمستويات 1.17 دولار كان قد وصلها سابقاً هذا الأسبوع.
كما استفادت أسعار المعادن الثمينة من انخفاض الدولار الذي رافقه تراجع عوائد السندات الأمريكية، وارتفعت أسعار الذهب فوق 1750 دولار للأونصة، مقارنة بمستويات كانت قد لامستها أمس الأربعاء عند 1723، فيما تمكّنت أسعار الفضة من التداول فوق 21 دولار للأونصة، مرتفعةً من مستويات 20 دولار.
ورغم بيانات مؤشرات مديري المشتريات التي صدرت أمس مظهرة انكماشاً في قطاع الصناعات التحوليّة والخدمات في الولايات المتحدّة، إلا أننا شهدنا انتعاشاً في أسواق الأسهم، حيث سادت حالة من التفاؤل مع محضر اجتماع الفيدرالي، فتقليص وتيرة رفع الفائدة يعتبر إيجابياً لأسواق الأسهم التي تتناسب حركتها عكسياً مع تحرّكات أسعار الفائدة في كثير من الأحيان.
اليوم، تغلق البنوك الأمريكية أبوابها احتفالاً بعيد الشكر، وهذا ما قد يتسبب بانخفاض في أحجام التداول على العديد من الأصول المتداولة في الأسواق المالية العالمية.