أسعار النفط تهوي مستجيبة لقرارات أوروبية منتظرة، ومتداولو العملات ينتظرون بيانات أمريكية
تراجعت أسعار النفط بشكل ملموس اليوم الأربعاء، ليتم تداول عقود خام غرب تكساس الوسيط ما دون 79 دولار للبرميل، كما هبطت أسعار عقود خام برنت نحو 85 دولار، بالنسبة لعقود تسليم شهر يناير المقبل 2023 لكليهما. وتراجعت أسعار الخام أكثر من 2% على مدى اليوم، وسط مخاوف حيال الطلب من ثاني أكبر مستهلك للنفط بالعالم، الصين، جرّاء إغلاقات كورونا في البلاد.
وشهدت أسعار النفط تراجعاً ملموساً لتخسر ما ربحته خلال الجلسة السابقة، وسط حديث عن تطبيق قريب لخطّة مجموعة السبع بأن يتم وضع سقف لأسعار النفط الروسي بالأسواق المالية العالمية بين 65 و70 دولار للبرميل، مع تحديد نطاق للأسعار. ومن المقرر أن تنتهي مجموعة الدول السبع من وضع آلية تحديد سقف الأسعار للنفط الروسي تزامناً مع موعد بدء حظر النفط الروسي من أوروبا في الخامس من شهر ديسمبر المقبل.
في أسواق العملات، بقيت تداولات الدولار ميّالة للانخفاض اليوم، وسط ترقّب المستثمرين لمحضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لاحقاً اليوم، إلى جانب عدّة بيانات اقتصادية تشمل مؤشر أسعار المنتجين لقطاع الصناعات التحويلية والخدمات في أميركا، وبيانات طلبات الإعانة الأسبوعية ومؤشر أوامر السلع المعمّرة. كما ستصدر جامعة ميتشغان الأمريكية اليوم تقريرها لثقة المستهلك وتوقعات التضخّم.
وقد يتأثّر الدولار الأمريكي سلباً في حال كانت البيانات الاقتصادية أسوأ من المتوقّع، لأن بيانات أسوأ من المتوقّع قد تؤكّد عدم قدرة الفيدرالي الاستمرار بتشديد سياسته النقدية على نفس نهجه السابق، وأن يكتفي برفع الفائدة 50 نقطة أساس الشهر المقبل. وفعلاً، تظهر توقعات الأسواق بحسب CME أن احتمال رفع الفائدة 50 نقطة هو الأرجح.
واستقر اليورو في تداوله أمام الدولار عند 1.03 دولار لليورو الواحد، خصوصاً بعدما صدرت بيانات مؤشر مديري مشتريات قطاع الخدمات والصناعات التحويلية بأفضل من المتوقّع، لكنها ما زالت تظهر استمرار الانكماش في القطاعات الأوروبية. وتداول الجنيه الإسترليني أيضاً عند نطاق 1.19 دولار، محتفظاً في أغلب مكاسبه بعدما صدرت نفس البيانات لبريطانيا بأفضل من المتوقّع، لكن لتظهر أيضاً انكماشاً في قطاعات الاقتصاد.
وتباين أداء أسواق الأسهم العالمية، حيث ارتفعت العديد من مؤشرات الأسهم الآسيوية سابقاً هذا اليوم، إلا أن مؤشرات الأسهم الأوروبية تباينت وانخفض مؤشر داكس الألماني وكذلك كاك الفرنسي، بينما ارتفع مؤشر فوتسي 100 البريطاني. بالنسبة لعقود مؤشرات الأسهم الأمريكية، فنجدها وقد تداولت اليوم بتذبذب، بعدما ارتفعت أمس، وتذبذبها اليوم يعتبر منطقياً مع انتظار مستجدات اقتصادية هامة.
بما يخص محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي، في حال أظهر محضر الاجتماع تشدداً بأكثر مما كانت تتوقع الأسواق، وهذا أمر مستبعد، فقد نجد بأن الدولار يعاود ارتفاعه مقابل سلّة العملات بشكل ملموس، لكن إذا أظهر المحضر تشدداً أقل مما توقّعت الأسواق، هنا قد ينخفض الدولار بشكل ملموس. لكن، إذا كان محضر الاجتماع متشدداً بنفس المقدار الذي تتوقّعه الأسواق، وهذا يعتبر مرجّح، هنا قد تشهد أسواق العملات والمعادن الثمينة وكذلك الأسهم تذبذباً لحين استقرار آراء المتداولين حول توقعات الفائدة والنمو الاقتصادي.