تراجع الدولار والذهب لا يستجيب، والأسهم تصعد مع بيانات ربما تؤكّد تراجع نمو الاقتصاد العالمي
ارتفعت العديد من مؤشرات الأسهم الآسيوية اليوم على غرار عقود مثيلتها الأمريكية، ورافق ذلك تراجع بالدولار الأمريكي أمام سلّة من العملات الرئيسية، وسط حالة من تحسّن شهية المخاطرة في الأسواق المالية انتظاراً لمستجدات اقتصادية هامة اليوم من أوروبا وبريطانيا وكذلك الولايات المتحدّة الأمريكية. أمّا أسعار الذهب، فلم تستجب لتراجع العملة الخضراء، وقد يكون سبب ذلك تفضيل المستثمرين التوجّه لاستثمارات بديلة مثل الأسهم.
خلال الليلة الماضية، أصدر الاحتياطي النيوزلندي قراره حيال أسعار الفائدة، ورفع الفائدة 75 نقطة أساس إلى 4.25% كما توقّعت الأسواق، وصعد الدولار النيوزلندي أمام نظيره الأمريكي إلى 61 سنت، مقارنة بــ 60 سنتاً أمريكي كان قد تداول عندها النيوزلندي يوم أمس.
وجاء التراجع في الدولار الأمريكي مرافقاً لارتفاع شهية المخاطرة في أسواق الأسهم مع انتظار المتداولين في الأسواق المالية لاحقاً اليوم صدور بيانات مؤشر مديري المشتريات لقطاع الصناعات التحويلية وكذلك قطاع الخدمات من منطقة اليورو وبريطانيا إلى جانب الولايات المتحدّة الأمريكية، ومن المحتمل لهذه البيانات أن تؤكّد انكماش قطاع الخدمات في كل تلك المناطق في العالم، وانكماش قطاع الصناعات التحويلية في كل من منطقة اليورو وبريطانيا.
من الولايات المتحدّة الأمريكية أيضاً نترقّب مؤشر أوامر السلع المعمّرة، والذي من المحتمل أن يظهر نمواً ضعيفاً في القطاع، مع بيانات طلبات البطالة الأسبوعيّة المتوقّع أن تظهر استقراراً في عدد الطلبات عند 225 ألف طلب. ليلاً، سنتوقّف مع محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
كل هذا المزيج من البيانات وتوقعات الأسواق حيالها أعطى المستثمرين سبباً للتفاؤل، وقد يستغرب البعض لماذا تعتبر بيانات سلبية في وقتنا هذا سبباً لانتشار التفاؤل! في الحقيقة، البيانات الاقتصادية السلبية قد تكون سبباً لتقليل تشدد البنوك المركزية حول العالم، والتي منها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. وبالفعل، تتوقّع الأسواق حالياً أن يكتفي الاحتياطي الفيدرالي برفع الفائدة 50 نقطة أساس الشهر المقبل ديسمبر، ثم رفع الفائدة بـ 25 نقطة أساس فقط على مرحلتين خلال العام المقبل 2023، وهذا الأمر تسبب في إعادة تسعير للدولار وينخفض على مدى هذا الشهر مقابل سلّة العملات، ويفقد مؤشر الدولار منذ بداية هذا الشهر نوفمبر نحو 4%.
وأكّدت عضو الفيدرالي الأمريكي “لوريتا ميستر” في تصريحات لها يوم أمس بأنه “من المبكّر جداً التحدّث عن إيقاف رفع الفائدة”، لكنها أيضاً أشارت إلى أنها ترى بأنه “من المنطقي إبطاء وتيرة التشديد قليلاً”. وبحسب مجموعة CME، تتوقّع الأسواق أن يكتفي الفيدرالي رفع الفائدة الشهر المقبل 50 نقطة أساس بنسبة احتمال تبلغ 75%.
ومع التراجع الذي شهده الدولار الأمريكي، صعد اليورو إلى دولار و3 سنتات، وارتفع الجنيه الإسترليني ولامس اليوم مستويات حول دولار و19 سنت. أما الين الياباني، فتم تداوله عند 140 ين لكل دولار، قبل أن يعود للتداول عند 141 ين للدولار الأمريكي الواحد. بالنسبة لسعر الذهب، فقد لامس الأدنى اليوم عند 1732 دولار، قبل أن يعود للتداول قريباً من 1740 دولار للأونصة، كما تم تداول أسعار الفضة عند 20 دولار، قبلما قلّصت خسائرها وعادت للتداول عند 21 دولار للأونصة.
في أسواق الطاقة، هددت شركة “غازبروم” الروسية بخفض تدفقات الغاز لأوروبا عبر أوكرانيا اعتباراً من 28 نوفمبر الجاري، لترتفع أسعار الغاز الطبيعي عقود تسليم شهر يناير المقبل 2023 فوق 7.7 دولار، في مكاسب أسبوعية بنحو 15%، كما ارتفعت أسعار النفط اليوم ليتم تداول عقود خام برنت عند 88 دولار، وعقود خام النفط الأمريكي الخفيف عند 81 دولار للبرميل الواحد.