أسعار الذهب تتراجع وأسعار النفط تتأثّر بمخاوف تباطؤ الطلب

تراجعت أسعار الذهب اليوم الخميس ليتم تداول المعدن الثمين تحت 1770 دولار للأونصة خلال الجلسة الآسيوية، بانخفاض من أعلى مستويات تحققت الأسبوع عند 1786 دولار تقريباً، مرافقة لتوقّف انخفاض عوائد السندات الأمريكية أمد استحقاق عشرة سنوات. وارتفعت عوائد السندات بحوالي نصف نقطة مئويّة، لتصل إلى 3.7%. من جهة أخرى، هبطت أسعار النفط مع تزايد مخاوف الأسواق حيال تراجع الطلب العالمي.

وجاء التراجع بأسعار النفط رغم صدور بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم أمس الأربعاء مظهرةً انخفاضاً فاق التوقعات بالمخزون، بلغ مقداره 5.4 مليون برميل، فالأسواق حالياً تركّز على احتمالات تباطؤ الطلب العالمي في ظل تراجع النمو الاقتصادي وتوقعات صندوق النقد بانخفاض النمو في الناتج المحلي العالمي هذا العام إلى 3.2% والعام المقبل 2023 إلى 2.7%، مقارنة بنمو قدّره الصندوق بـ 6% للعام المنصرم 2021.

يوم أمس، أفادت بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية بنمو بلغت نسبته 1.3%، وهذا الأمر ساهم في إيقاف النزيف الذي تعرّض له الدولار على مدى هذا الشهر، والذي زادت نسبته عن 4.5%. وتوقّفُ انخفاض الدولار عزز عمليات جني أرباح في أسواق المعادن الثمينة ليهبط الذهب اليوم، مرافقاً لانخفاض أسعار الفضة إلى 21 دولار للأونصة، مقارنة بمستويات وصلها سعر الفضّة سابقاً هذا الأسبوع فوق 22 دولار.

في أسواق العملات، شهدنا قليلاً من التراجع في اليورو والجنيه الإسترليني مقابل الدولار، حيث تم تداول اليورو عند دولار و3 سنتات أمريكية، مقارنة بـدولار و4 سنتات أمريكية تداول عندها أمس. كما تراجع الجنيه الإسترليني قليلاً، لكن الجنيه بقي في تداوله عند نطاق دولار و19 سنتاً أمريكي، حيث ساهمت بيانات التضخّم التي صدرت أمس من المملكة المتحدّة في إبقاء الجنيه قويّاً نوعاً ما أمام عدّة عملات، فقد أفادت البيانات بارتفاع التضخّم بأكثر مما كان متوقعّاً وبنسبة 11.1% الشهر الماضي أكتوبر 2022.

من ناحية الدولار الأسترالي، فنجده وقد انخفض خلال الجلسة الآسيوية أمام نظيره الأمريكي، ليلامس الأدنى عند 66 سنت أمريكي لكل دولار أسترالي، إلا أن بيانات الوظائف التي صدرت وأفادت بانخفاض غير متوقّع في معدّل البطالة من 3.5% إلى 3.4% أعانت الدولار الأسترالي لتعويض بعض الخسائر والتداول عند 67 سنت أمريكي.

وشهدت أسواق الأسهم الآسيوية انخفاضاً بشكل عام، حيث تراجع مؤشر نيكاي الياباني حوالي 0.3%، كما تداول مؤشر هانج سينج بانخفاض يفوق 1%، وجاء التراجع في الأسهم الآسيوية على غرار الأسهم الأمريكية أمس والتي تراجعت بقيادة قطاع التكنولوجيا. وخسر مؤشر ناسداك أمس حوالي 1.54%، وتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقاً بنسبة 0.83%.

لاحقاً هذا اليوم، سيتابع المتداولون في الأسواق المالية صدور بيانات التضخّم بحسب القراءة النهائية لمؤشر أسعار المستهلكين من منطقة اليورو، وتوقعات بثبات التقديرات عند 10.7%، وبعدها سيلقي وزير الخزانة البريطاني “جيريمي هانت” بيان الخريف المرتقب بشدة في الأسواق، والذي قد يكون له تأثير مباشر على الجنيه الإسترليني وأزواج العملات المرتبطة به.

من الولايات المتحدّة، نترقّب العديد من تصريحات أعضاء في الاحتياطي الفيدرالي، ليشمل ذلك كل من “بولارد” و”بومان” إلى جانب “مستر” وأيضاً “جيفيرسون”، مما قد يضفي على التداول مزيداً من التذبذب. بالنسبة للبيانات الاقتصادية الأمريكية، ستصدر اليوم قراءة مؤشر قطاع الصناعات التحويلية لولاية فيلادلفيا، إلى جانب بيانات طلبات البطالة الأسبوعية وبيانات من أسواق المنازل.